اليمن : التقارب الحوثي ( أنصار الله ) السلفي ، في ظل الحرب ، ماذا يعني ؟ وإلى أين ؟ |رئيس التحرير|
المنهاج نت –
رصد ” المنهاج السلفي ” العديد من أنشطة التواصل الحوثي ( جماعة أنصار الله ) والسلفي , بمختلف فصائل العمل السلفي في الساحة ( تيار محمد الإمام – الحكمة – الإحسان – أصحاب أبو الحسن ، أصحاب الحجوري ) منذ بدء الحرب على اليمن ، والتي يقودها التحالف السعودي الإماراتي ، المدعوم أمريكيا ، وقد بدأ هذا التواصل والتقارب منذ وقت مبكر ، وأبرز مايأتي في صدارة النقاشات بين الجميع هو الاتفاق على الأمور المصيرية المشتركة ، من أهمها واحدية العدو ، واجتناب التحريض وغيره كضمان لبقاء التآلف والإخاء ، والاستقرار العام ، للسلفيين وفي عموم المجتمع..ومحاربة الطائفية بمختلف صورها وأشكالها ، فاليمن للجميع ومالم يكن كذلك فلن يكون لأحد .
* حضور سلفي أنصاري :
كما استمر التواصل بالسلفيين بمختلف الوسائل والطرق منذ ذلك الحين ، ففي الجانب السياسي ، هناك قيادة وطنية لحزب الرشاد السلفي في صنعاء ، و هو أول حزب سلفي أنشأ بعد أحداث الربيع العربي ، وقيادة وطنية أخرى لحزب السلم والتنمية ، وهو ثاني حزب سلفي أنشأ بعد حزب الرشاد .
* واقع لابد منه :
وعلى المستوى العلمي والدعوي ، هناك حضورا لبعض الشخصيات العلمائية في بعض الفعاليات الرسمية العامة ، والتي تحييها وزارة الأوقاف ورابطة علماء اليمن في مختلف القضايا والأحداث الهامة والهامة ، وفي الجانب الاجتماعي أيضا هناك دورا تنسيقيا للعديد من الشخصيات السلفية.
.
كل ماسبق ، إضافة إلى الاجتماعات المتكرر من القيادة السياسية في صنعاء ، بدء من رئيس الثورية العليا ، إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق ، الرئيس صالح الصماد رحمه الله ، إلى الرئيس الحالي مهدي المشاط ، وقيادات عليا في الجماعة مع شخصيات سلفية من كل التوجهات .
* ماذا يعني ذلك ؟!
فهل ينبئ ذلك عن قناعة تامة من الجميع … في أهمية التواصل والتقارب من أجل تجاوز كثير من تراكمات الماضي التي كانت السبب الأبرز في حالة الشقاق والنزاع بين مختلف التوجهات ، ومنها حركة الحوثيين منذ النشأة وبين السلفيين ، ومد جسور التواصل والتعاون على أساس قويمة وفتح صفحة جديدة ؟! أم هو التوجه السياسي لجماعة أنصار الله ، كحاكم فعلي للبلاد ، وبالتالي فالحركة ترى أن من يمسك مقاليد الأمور. فعليه مثل هكذا انفتاح وقبول بالآخر ؟!
وبالنسبة للجانب السلفي : فإن التعامل على هذا النحو ، هو من منطلق المقررات الشرعية المعروفة في أدبياتهم حول طاعة ولي الأمر ، والتعاطي معه بما يحقق المصلحة الخاصة والعامة ، وأنصار الله هم الحاكم اليوم ، ومثل هذا التواصل لا اشكال فيه ؟!
أم أن كلا الرؤيتيين واردة ؟!
إضافة إلى الرغبة الحقيقية من الجميع في الانفتاح على بعضهم البعض ، لتجاوز الكثير من التراكمات الماضوية ، والتأسيس لمرحلة جديدة من التآلف ونبذ الفرقة والاختلاف ، واحياء ثقافة الحوار الهادف ، والتعاون في اطار القواسم المشتركة التي تجمع الأمة ، لما فيه تحقيق الخير والنفع لعموم البلد ، والأمة بكلها ؟!
* كل شيئ وارد ..!!
من خلال ماسبق نستطيع القول :
أن كل الاعتبارات السابقة واردة ، وأن هناك تشكلا ملموسا في اطار الوعي الجمعي لدى أنصار الله ، والسلفيين.
ففي الجانب العلمي الدعوي السلفي تحديدا : هناك وعيا جيدا ولو في حدود القيادات العليا ، بأهمية هذا الدور التنسيقي ، والذي كان له ثماره واقعيا ، من حيث استتباب الأمن ، وضمان الحرية للسلفيين في مساجدهم وأنشطتهم ، والتعاون على مافيه الخير والمصلحة العامة ، وهذا مما يرونه من الدين الذي يتعبدون الله به ، كما يعبر بذلك غير واحد منهم .
وفي الجانب السياسي السلفي ، فالوعي – حسب متابعة المنهاج – متقدما في اطار القيادات المناهضة للحرب السعودية الاماراتية على اليمن ،فهناك دورا فاعلا ومؤثرا في هذا السياق ، وفي سياق العمل التوعوي الهادف ، والذي كان له انعكاساته في الواقع اليمني منذ وقت مبكر ، من حيث كسر الاصطفاف الطائفي ، الذي كانت تراهن عليه السعودية في اليمن، وأن تكون الحرب أهلية بين اليمنيين على أساسه .
وبعد خمسة أعوام من الحرب نستطيع القول:
أن دور هذه القيادات السلفية قد كان له أثره الايجابي في معرفة السلفيين الكثير من الحقائق عن هذه الحرب ، إضافة إلى قابلية الكثير منهم للانفتاح على أنصار الله ، ومعرفة الكثير من الادعاءات عنهم على حقيقتها .
* قيادة أنصار الله ” الحوثيين ” حجر الزاوية :
وقد أسهم في توسيع دائرة مثل هكذا حراك هو توجه قيادة الدولة في صنعاء ،اضافة إلى توجه قيادات عليا في الجماعة ، أيضا ماتفرزه الأحداث والحرب من حقائق تستدعي من اليمنيين أن يعودوا إلى بعضهم البعض ، ولهذا التوجه أثره في ابطال دعاوى أتباع تحالف الحرب على اليمن ، من أن السلفيين في مناطق الحوثيين يمارس في حقهم الاقصاء والتهميش والمحاربة ، فهذا التواصل السلفي الحوثي يبطل تلك المزاعم ، وأن اليمنيون شعب واحد ، ولكل قدره وحقوقه .
* ماذا بعد ؟!
ومن وجهة نظرنا ، فالضمان للحفاظ على كل منجز تحقق في جانب الحفاظ على التعايش ووحدة صف اليمنيين ، أو التطلع لما هو أكبر وهو في صالح اجتماع الكلمة على مافيه الخير ، يتوقف على مزيد من انفتاح السلفيين على الواقع أكثر ، واتخاذ المواقف الأوضح ازاء الحرب التي تتعرض لها اليمن ، واتخاذ المواقف العملية المناسبة ، وتغيير الكثير من القناعات حول أنصار الله ” الحوثيين ” نظرا للحقائق التي أبرزها الواقع والأحداث ، وبالتالي باستمرار النظرة السوداوية ، منطقيا وعقليا لا يليق .
كما أن على السلطة في صنعاء وجماعة الحوثي ” أنصار الله ” ، حسن استيعاب الاخرين بما فيهم السلفيين بشكل أكثر ، خاصة عند وجود تغييرات ومواقف متقدمة منهم ، وأن يعملوا كدولة على الحفاظ على كل تنوع فكري في الساحة ، وأن يكون الدفع في اتجاه ترشيدهذا التنوع والارتقاء به من خلال خطط مدروسة ورؤى شوروية ، وبتعاون السلفيين أنفسهم ، واشراك من يناسب في صياغة وصناعة الرأي وإقراره ، ومن موقع المسؤولية ، كما أن أي اصلاحات في الاطار الإرشادي والخطاب الديني عموما فليكن من خلال الأوقاف والارشاد كجهة رسمية ولها رؤيتها وخططها الإصلاحية ، بما يضمن التطوير دون حصول الاستفزاز أو التصادم مع أحد .
* لا مكان للخارج في اليمن بعد اليوم :
ومما سيساعد على الارتقاء ، هو أن اليمنيون اليوم إخوة أكثر من أي وقت مضى، وما يجمعهم أكثر مما يفرقهم ، ولتسقط كل وسائل التحريش الفتنوية التي تعتمد في توجهها التحريضي التدميري على الخارج ، وفي المقدمة النظام السعودي ، وما يقوم به من خلال اذكاء الصراعات على أساس الشحن الطائفي ، ودعم ذلك ماليا ، وتغذيته بكل ما أوتي من قوة !!
فليسقط ذلك كله ، وليتوجه اليمنيون إلى حماية بلدهم ، وبنائه ، وفيه من الخيرات مايجعل الجميع في غنى عن الآخرين ، وتدخلاتهم القذرة في شؤون اليمن الداخلية ، فالاستقلال هو الطريق نحو المستقبل الواعد بإذن الله وعونه ، وخاصة إذا استشعر الجميع أن المسؤولية مسؤولية الجميع ، وقاموا بها ، كل من موقعه .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ، ولما فيه الخير للبلاد والعباد .