عدن تعيش أزمة كهرباء غير مسبوقة وغضب شعبي متصاعد.

تعيش مدينة عدن أسوأ أزمة كهرباء منذ سنوات، حيث تجاوزت ساعات الانقطاع 20 ساعة يومياً، تاركة السكان في معاناة قاسية جداً تحت حرارة الصيف اللاهب. وتتحول شوارع المدينة ليلاً إلى ظلام حالك، بينما تتعطل كافة مناحي الحياة بسبب انهيار الخدمة الكهربائية التي لم تعد تتجاوز 4 ساعات متقطعة يومياً.

وأفاد سكان من مختلف مديريات المدينة بأنهم لا يحصلون على التيار الكهربائي إلا لمدة أربع ساعات متقطعة يوميًا، مما أثر سلبًا على توفير المياه والتبريد والخدمات الطبية الضرورية.

جاء هذا التدهور الحاد بعد تحذيرات أطلقتها المؤسسة العامة للكهرباء من شح الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، دون أن تتدخل الجهات المسؤولة باتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء الأزمة. وتفاقمت الأوضاع مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، مما دفع المواطنين إلى حافة اليأس.

في تعبير عن السخط العام، خرج العشرات من سكان مديريتي المنصورة والشيخ عثمان مساء السبت، حيث قطعوا طرقات رئيسية وأشعلوا النيران في الإطارات احتجاجًا على استمرار انقطاع التيار الكهربائي. ووجه المحتجون اتهامات مباشرة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، الذي يسيطر على المدينة، بإدارته الفاشلة لقطاع الطاقة وتجاهله المتعمد للأزمة التي تهدد حياة السكان.

يأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه عدن تدهورًا متواصلًا في الخدمات الأساسية والاقتصادية، مما يزيد من مخاوف السكان من تفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة التي تعاني أصلاً من تداعيات صراع السعودية والإمارات المستمر على المحافظات الجنوبية منذُ نهاية مارسة 2015م.