تحت عنوان ” تعريف بالتيار الجامي في اليمن” الدكتور محمد طاهر يكتب مقالاً.
تحت عنوان: “تعريف بالتيار الجامي في اليمن“.. كتب الدكتور محمد طاهر أنعم، عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد السلفي، وعضو اللجنة العليا لنصرة الأقصى والقضية الفلسطينة، في حسابيه الرسميان على منصة أكس ( تويتر) وفيس بوك ” مقالاً تناول فيه التعريف بمنهجية التيار الوهابي الجامي في اليمن، ومعتقداته، التي من خلالها يتبنى المواقف والتعامل مع قضايا الأمة وخصوصاً القضية الفلسطينة، موضحاً أسباب ذلك في المقال.
فيما يلي نص المقال منقولاً من صفحته
د. محمد طاهر أنعم
مستشار المجلس السياسي الأعلى
التيار الوهابي الجامي (أو المدخلي كما يسميه البعض) هو تيار واسع الانتشار في كل الدول العربية والإسلامية وكثير من الدول الغربية حيث تتواجد الجاليات الإسلامية.
وموقفه من القضية الفلسطينية موقف سلبي على خلاف جمهور المسلمين، فهم ضد اليهود وضد فصائل المقاومة في نفس الوقت.
صحيح أن الجامية يبغضون اليهود ويدعون عليهم، ويدعون للفلسطينيين المستضعفين أن ينجيهم الله، لكنهم ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، ويبغضونها ويحملونها المسئولية لما يحصل للفلسطينيين، ويتمنون القضاء عليها.
التيار الجامي هو تيار وهابي متطرف، يعادي كل الأحزاب السياسية الإسلامية والقومية وغيرها، ويعتبر الحزبية السياسية ضلالا وانحرافا عن الإسلام.
كما يبغض الجماعات والتيارات الإسلامية ويعتبرونهم محرفين للدين -كعادة الوهابية في الغلظة والقسوة ضد مخالفيهم- أما ضد المختلفين معهم عقائديا مثل الصوفية أو الزيدية أو الإباضية فهم تكفيريون تجاههم على الأصل الوهابي المتطرف المعروف.
ولذلك يتم استخدامهم في العدوان السعودي ضد اليمن، لأنهم تكفيريون ضد أنصار الله، وهم عماد القوات المتطرفة التكفيرية فيما كان يسمى ألوية العمالقة التي تم ضم بعضها لقوات درع الوطن مؤخرا.
كنا نسمي هذا التيار في اليمن قديما: التيار المقبلي، ثم انقسم لتيارين أحدهما التيار الحجوري نسبة للشيخ يحيى الحجوري شيخ مركز دماج في صعدة، والذي معظم أتباعه هم المقاتلين في ألوية العمالقة، والآخر هم المراكز العلمية الأخرى التي لا تعترف بقيادة الحجوري.
والغريب أن الشيخ الحجوري (المقيم حاليا في سيئون) غير موقفه مؤخرا (قبل سنتين) وأفتى بعدم جواز القتال والعسكرة في اليمن باعتبارها فتنة سياسية تدخلت فيها مصالح دول متعددة، إلا أن أكثر الجاميين الحجوريين رفضوا فتواه واستمروا تحت القيادات الجديدة المدعومة سعوديا وإماراتيا مثل أبي زرعة المحرمي وحمدي شكري وسابقا هاني بن بريك.
التيار الجامي في جميع دول العالم مدعوم من الاستخبارات السعودية ماليا ومخترق قياديا وفكريا، ويمثلون جيش احتياط سعودي في كل الدول.
ومنذ بداية العدوان على اليمن بدأت الإمارات في دعم بعض جيوب الجامية واستخدامهم في قضايا القتل والاغتيال السياسي ضد خصومهم المشتركين من الإخوان وغيرهم.
أنشأت الاستخبارات السعودية التيار الجامي في تسعينيات القرن الماضي كتصدٍ للتيار السلفي السروري في السعودية الذي عارض دخول القوات الأميركية للسعودية أيام غزو العراق للكويت.
مصطلح الجامية نسبة للشبخ محمد أمان الجامي، ومصطلح المدخلي نسبة للشيخ د ربيع المدخلي، وكلاهما كانا متطرفان يهاجمان كل من يعارض النظام السعودي بقسوة وعنف سواء الإخوان المسلمين أو السلفيين السروريين أو الليبراليين، إضافة للتركيز على النهج التكفيري ضد التيارات المختلفة عقائديا مثل الصوفية الذين يسمونهم (القبورية) أو الشيعة الذين يسمونهم (المجوس).
ونشأ تيار كبير مدعوم استخباراتيا سعوديا منذ 1992 وما بعدها، وتم نشره في المراكز الوهابية العامة في الدول الأخرى لتصير وهابية جامية.
حتى في مركز دماج أيام الشيخ مقبل الوادعي سيطر الفكر الجامي المدخلي رغم أن الشيخ الوادعي كان معارضا للنظام السعودي ويهاجمه دائما في كتبه ومحاضراته، فلما توفي واستلم قيادة المركز يحيى الحجوري صار المركز جاميا خالصا يقدس النظام السعودي.
رغم كل النفس التكفيري المتطرف والموالي للأنظمة السعودية للتيار الجامي الوهابي إلا أنه موجود في صنعاء وإب وذمار والحديدة وصعدة وغيرها من مناطق حكومة صنعاء حتى الآن.
وقد أصدرت القيادة الثورية اليمنية توجيهات متعددة لإبقاء مراكزهم العلمية ومساجدهم وعدم التصادم معهم، ماداموا لا يحرضون ولا يكفرون مخالفيهم، وهو ما يلتزمون به في هذه المناطق ظاهريا على الأقل.
يرفض الوهابية الجامية مصلطحات الجامية والحجورية والمدخلية والوهابية، ويصرون على أن مسماهم هو أهل السنة والجماعة، رغم رفض بقية فصائل السنة احتكارهم لهذا الاسم، مثل السلفية السرورية والسلفية المستقلة والصوفية والإخوان وغيرهم.
محاولة تقريب الوهابية الجامية في اليمن صعبة ومتعثرة، ولنا محاولات كثيرة في هذا المجال، ولكن التعصب في الاعتقادات والتمويل السعودي السخي عوائق كبيرة، ولكن القيادة الثورية اليمنية متمسكة بالإحسان إليهم وعدم إغلاق مراكزهم مقابل استمرارهم في دروسهم دون تحريض لصالح العدوان أو تكفير للغير.
وبدأت هذه السياسة الجيدة تؤثر في بعض الأشخاص منهم إيجابيا.
والواجب هو الصبر على المسيء والإحسان إليه مع اليقظة والانتباه حتى يكتب الله خيرا.