الغلو والتطرف خطر يهدد أبناء الأمة الإسلامية.
المنهاج ـ تعد ظاهرة التكفير من الظواهر الاشد خطراً على الامة الاسلامية جمعاء إذ لا تخدم سوى رعاة المشاريع التدمرية القائمة على استغلال الفكر وتحريفه لما يخدم مصالحها لتدمير البلاد الاسلامية. لأن انعكاسات الحروب الفكرية أشد فتكاً من كل انواع الاسلحة المعروفة في تفكيك وتمزيق وتدمير وحدة النسيج الاجتماعي لإي مجتمعٍ كان.
أبرز الفتاوي
مع بداية سبعينيات القرن الماضي، وبالتزامن مع موت الرئيس جمال عبد الناصر في مصر، أصدر الشيخ عمر عبدالرحمن مفتى الجماعات الإسلامية في مصر فتوى بعدم جواز الصلاة على جنازة عبدالناصر، بحجة انه كان مخالفاً لفكر الشيخ ومعتقداته المتطرفة، والتي على إثرها اعتقل بسجن القلعة لثمانية أشهر حتى يونيو 1971م .
صفاته عرف الشيخ عمر عبدالرحمن بتطرفه وتشدده مما جعل فتاويه اكثر تشدداً وتطرفاً ضد كل من خالفه الرأي مما جعلها دليل قاطع للقيام بأي عملية اغتيال ترجع اليها عناصر الجماعة.
عمدت عناصر الجماعات المتطرفة المحسوبة على الوسط الاسلامي الى تصفية الخصوم سواءً كانوا سياسيين او مثقفين ومفكرين بحجة الكفر لمجرد الاختلاف في الرأي مستندين على فتاوي الشيخ ورائه المتطرفة.
اما في العام 1979م وجه للشيخ سؤالاً في احدى لقاءاته من احد عناصر الجماعة ” هل يحل دم حاكم لم يحكم طبقاً لما أنزل الله” رد سريعاً بالقول : بلى يحل دمه معتبراً في ذلك بأنه خرج من الإسلام الى دائرة الكفر حسب تعبيره.
انعكاسها
على أثر تلك الفتوى قامت جماعة من العناصر المغالية في التطرف الى إحلال دم الرئيس أنور السادات واغتاله في 6 اكتوبر 1981م بحجة أنه وقع على اتفاقية كامب ديفيد مع العدو الإسرائيلي عام 1978م.
وفي هذا الخصوص يروي نبيل نعيم، بأن احد المشاركين في عملية الاغتيال اسمه خالد الاسلامبولي لم يعمد الى تنفيذ اغتيال السادات إلا بعد أن سمع فتوى الشيخ المجوزة لدم السادات بنفسه.
كما افادت العديد من المصادر بأن الشيخ لم يتوقف عند ذلك الحد من الفتاوي بل هاجم بفتاويه المفكرين والمثقفين والناشطين والمبدعين في العديد من المجالات وفي مقدمتها حرية الفكر والتعبير. أصدر بحقهم العديد من الفتاوي المبيحة لدمائهم ففي 8يونيو 1992م تم اغتيال المفكر فرج فودة، وأوضحت المصادر بأن القاتل كان يتعقد بأن الضحية كافرة كما ورد في محضر التحقيقات موضحةً بأن فتاوي الشيخ التي سمعها القاتل كانت هي الدافع الرئيسي والوحيد بدفعه للقتل.
التناقضات
ذكرت العديد من المواقع المهتمة في هذا الشأن بأن الشيخ تبرأ من فتاويه عندما التقى منفذ عملية الاغتيال في السجن، بل وصفهم بعديمي الفهم ومتهماً اياهم بقصيري النظر.
الجدير بالذكر بأن التطرف والغلو هما من المخاطر التي باتت تهدد المجتمع الاسلامي وسلاح موجه تستخدمه اعداء الامة لضرب ابناء الامة فيما بينهم. وهو في حقيقة الا غاية بذيئة تحاول ضرب أمة عظيمة .