نماذج من تزوير التاريخ القديم ٢
د. محمد طاهر أنعم
أغفلت كل النقوش والرسومات المصرية القديمة قصة موسى عليه السلام ومواجهته التاريخية للفرعون رمسيس الثاني.
وعلى كثرة الكتابات المصرية في الكثير من المدن على الحجار وفي المقابر والمعابد إلا أنهم أجمعوا في حياة موسى عليه السلام (القرن الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد) وبعده، أجمعوا على تجاهل خبره وقصته، والتعامل معه من منطلق قومي بحت، وصراع قبطي مع الأجانب من قوم موسى الذين لا يستحقون تسجيل انتصارهم.
هناك كتابات عن وجود بني إسرائيل في مصر كعبيد وأقلية منبوذة، وكتابات عن ثورة وحركة تخريبية لهم تزعمها واحد منهم، ولكنهم تجاهلوا أي ذكر لعقاب الله للفرعون وقومه، وأن طبيعة المعركة صراع بين الإسلام والكفر.
وكان معظم الكتاب الأقباط من طبقة الكهنة المتعصبين دينيا، ولذلك أغفلوا ذكر هزائم دينهم وقوميتهم، وتلاعبوا بالتاريخ.
وبعد زوال ملك الفرعون رمسيس الثاني تقدم السودان من النوبة وسيطروا على أكثر مدن مصر، وتقدم الليبيون من الشرق وأخذوا بعض غرب مصر، بينما سيطر بنو إسرائيل على سيناء ومناطق الشمال الشرقي لمصر.
ويحاول الأقباط القديمون تأكيد أن ذلك الضعف الذي أصاب الدولة بعد رمسيس الثاني القوي هو بسبب الخلاف بين أولاده، ولا وجود لرب ولا عذاب ولا غرق ولا موسى ولا شيء مما تقوله الكتب السماوية.
ولولا تأكيد الدكتور الفرنسي الشهير (موريس بوكاي) لوجود أملاح البحر في الجثة المكتشفة لرمسيس الثاني (حين نقلها لفرنسا لفحصها منتصف القرن الماضي)، وتأكيده على غرق ذلك الفرعون، لما كان هناك أي إثبات علمي على تلك الحقيقة التاريخية التي أخفاها المتعصبون المزورون للتاريخ.
ومن التزوير للتاريخ والتلاعب به ما يقوم به بعض الباحثين اليوم من زعم أن فرعون وموسى كانا في اليمن، ومحاولة لي الكلمات والتلاعب بألفاظ وعبارات المنقوشات القديمة لإثبات هذه الخرافة والهرطقة التي تقوم على أوهام شاذة تاريخيا.