القائد النخالة: العبر المستوحاة من انتصار حطين
استهل الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة كلمته خلال ملتقى صلاح الدين الأيوبي الثالث، السبت، حيث أوضح أن الملتقى ينعقد بينما القدس أسيرة في أيدي أعداء الله وأعداء الأمة، والمسجد الأقصى مستهدف بالتهويد ومشاريع التقاسم الزماني والمكاني، وحتى بالتدمير، والمقدسيون يعانون كل صنوف القمع والتنكيل والأسر، وأبناء فلسطين يدافعون عن مقدسات الأمة، ويفتدونها بالأرواح، في أروع ملحمة تاريخية تسجل أسمى معاني البطولة والفداء والتمسك بالأرض والمقدسات، دفاعًا عن كرامة الأمة ودينها, وهذا معناه ان القائد النخالة يؤمن بان هذه التضحيات لن تذهب هدرا, وان طريق ذات الشوكه الذي يعيشه شعبنا ويسطر فيه أروع الملاحم البطولية سينتهي حتما بإنجاز لعله يعيد شعوبنا الإسلامية الى اصالتها ومجدها وتتحد لمواجهة الاحتلال الصهيوني وتحرير فلسطين كما حررها القائد العظيم صلاح الدين الايوبي, وأضاف القائد النخالة, تستحق ذكرى تحرير القدس على يد القائد صلاح الدين الأيوبي أن نقف عندها ونستخلص منها العبر، لمواجهة المشروع الغربي المتجدد الذي يستهدف أمتنا العربية والإسلامية، منذ غزو نابليون لمصر، وخروجه مهزومًا بعدما انكسر جيشه على أسوار عكا» مبينا أن معركة تحرير بيت المقدس التي خاضها القائد صلاح الدين الأيوبي لا يمكن اختصارها في معركة حطين المجيدة وحدها، بل سبقها إعداد وتجهيز وإشغال ووضع خطط على مستوى العالم العربي والإسلامي، تستحق أن تدرس كأنموذج ناجح لتحرير القدس مرة أخرى.
يجب ان يؤمن الجميع بأن صراعنا مع الاحتلال هو صراع حضاري, وهو صراع وجود ويتطلب وعيا كبيرا واستعدادا دائما لمواجهة الأعداء, خاصة ان كان عدونا هم اليهود أعداء البشرية وقتلة الأنبياء والرسل وهذا يتطلب اعداد الامة الإسلامية اعدادا جيدا, وبناء جيل النصر على قواعد ايمانية ثابته لا تتزعزع ولا تتراجع ولا تهادن, ولنا في تجارب السلف الصالح عبر كثيرة يمكن الاستفادة منها, فمعركة حطين المجيدة هي امتداد طبيعي لمعركة سيف القدس ومعارك جنين ومعركة القدس وحتى نصل الى مرحلة تحقيق الانتصار الذي تحقق في معركة حطين التي نحيي ذكراها الان فان هذا يتطلب الوقوف على حقائق كثيرة تحدث عنها القائد زياد النخالة بالقول ان أي معركة نخوضها ضد الاحتلال الصهيوني يتطلب إعداداً وتجهيزاً وإشغالا, وان انتصار حطين لم يتحقق الا بإعداد ايماني وعسكري ولوجستي جيد وعندما تحققت هذه العوامل انتصر القائد العظيم صلاح الدين الايوبي في معركة حطين, وفتح بيت المقدس وحرر البلاد والعباد من حكم الصليبيين, ولكي يؤكد على اطروحاته خاطب القائد النخالة الحضور في المؤتمر الثالث بالقول «لا شك أن ملتقاكم هذا سيكون غنيًّا بدراسة مختلف جوانب تجربة القائد صلاح الدين الأيوبي، وسيستلهم منها الدروس والعبر المفيدة، لكي تكون معينًا لنا، ولكل من لا يزال يتمسك بالقدس وفلسطين في هذه الأمة», لقد أشار القائد النخالة بوضوح الى عوامل انتصار القائد صلاح الدين الايوبي في معركة حطين, وطالب بإعادة بناء الامة من جديد على قاعدة الجهاد في سبيل الله.
القائد النخالة تحدث عن أهمية دور العلماء في قيادة الامة واهمية دور المساجد في بناء الشخصية المجاهدة التي تبذل الجهد وتعطي بلا حدود كما تحدث عن العدل السائد والذي يؤدي الى النصر واحياء سنة الوقف بين المسلمين فهذه كانت من عوامل بناء الامة التي سلكها القائد صلاح الدين بالإضافة لتحسين أوضاع الامة الاقتصادية وأكد القائد النخالة أن عظمة ما قام به القائد صلاح الدين الأيوبي هو أنه خاض الصراع على جبهتين، الجبهة الداخلية، وكانت استراتيجيته في ذلك الوحدة والتسامح، وتجميع الصفوف باتجاه هدف واحد جامع، والجبهة الخارجية، واستراتيجيته في ذلك عدم المهادنة، ومواصلة القتال، وعدم موالاة الظالمين أو عملائهم، مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية أثمرت نصرًا مؤزرًا في حطين، ودخول بيت المقدس، فكان القائد صلاح الدين بحق مجددًا وموحدًا ومحررًا، واستحق أن يخلد اسمه في التاريخ, مضيفا إن تجربة القائد صلاح الدين ما زالت تصلح في خطوطها العامة كاستراتيجية يمكن البناء عليها، لصياغة مشروع تحرير معاصر، وإعادة توحيد جبهات الأمة ضد المحتل، وتحقيق تنمية حقيقية على قاعدة المقاومة، لا على قاعدة الارتهان لنظام عالمي ظالم ومستكبر، وفي الوقت ذاته، استمرار مشاغلة العدو واستنزافه، وعدم الرضوخ له، أو التهادن معه، أو التفاوض معه، أو التسليم له، تحت أي ظرف من الظروف» مؤكدا أن ذلك كله ممكن، إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية، والرؤية الصائبة، والإخلاص, انها روشتة للوصول الى لحظة النصر مستوحاة من ملحمة حطين البطولية.
وختم القائد زياد النخالة بالقول إننا في حركة الجهاد الإسلامي، ومنذ انطلاقة حركتنا، نؤمن أن تحرير فلسطين مشروع أمة، لا مشروع فصيل أو شعب بمفرده، وأن الأمة تحتاج إلى نهضة حقيقية لإنجاز مشروع التحرير والتحرر من الهيمنة الغربية، واستعادة ثقتها بمنظوماتها الفكرية والعلمية وقدراتها الذاتية» فهل يمكن ان نستفيد من العبر المستوحاة من معركة حطين البطولية.