نصف ساعة أخيرة للنهب
بقلم – زكريا الشرعبي
الذين أكلوا خبز مأرب في الزمان الحسن، وبنوا من خيراتها استثماراتهم في تركيا وأثيوبيا والسودان، يدعون اليوم أبناء القبائل المسحوقين ليقذفوا بأنفسهم في محارق الموت، لعل ذلك يمنح أباطرة النفط والغاز نصف ساعة أخيرة للنهب.
يتكئ محمد الحزمي على حافة في جسر خليج البوسفور ويغرد إن على اليمنيين أن يهبوا للدفاع عن مأرب، ومأرب بالنسبة للحزمي ليست تلك المحافظة التي دنس الغزاة طهر ترابها ورفعوا أعلام كياناتهم اللقيطة على سدها التاريخي، بل ٨٠ألف دولار كان يتسلمها شهريا من شركة صافر،بينما كان المواطن الذي توجه إليه الدعوة الآن، يقضي أياما وليال في البحث عن دبة غاز أو دبة بترول منعها عنه قوم الحزمي، لأنه يعيش في منطقة الحوثيين أو لأن سفن العيسي ترسو في ساحل شبوة تنتظر الحمولة لبيع النفط في السوق السوداء.
طوال ٥ أعوام اعتبر الإصلاح مأرب مملكة ريعية خاصة به، وحتى أهلها الذين يتغنى بهم اليوم، ظلوا محرومين من خيرات بلادهم،وفوق ذلك مارس ضدهم القمع فزج بالعشرات منهم في السجون، ليكون ذلك وعيدا لكل من يريد أن يقول: هذه بلادنا ونحن أولى بخيراتها.
عمل الإصلاح أيضا طوال ٥ أعوام على حرمان اليمنيين من حقوقهم في العيش الكريم،متخذا من مأرب منصة لإطلاق عقوباته الجماعية، فقلص حصة الغاز لمناطق سلطة صنعاء التي يقطنها ٨٠% من إجمالي سكان اليمن وأوقف الكهرباء، وجلب إلى تلك المحافظة فصائل الإرهاب من كل منطقة.
وإذ يستخدم اليوم كل وسائل التضليل، ويشيطن قوات صنعاء وسلطتها بكل ما أوتي من قوة، فإنه لا يهتم لوقوع اليمن في يد إيران وهو يعلم أن كل هذه الإدعاءات وغيرها محض افتراء،ولكم دعا ناشطوه لمواجهة التحالف باعتباره قوة احتلال وذهب بعضهم للمطالبة بتغيير التحالف والاتكاء إلى إيران، وإنما يريد البقاء مدة أطول على عرش الثروة ،الثروة التي على أبناء القبائل أن يقاتلوا لكي تنمو استثماراته ويزيد بؤسهم.
أكثر من ٤٠٠٠ وحدة سكنية وعشرات المصانع والمنشآت التجارية في تركيا لا تكفي الإصلاح حتى الآن .. لذلك على الجميع أن “ينفروا إلى مأرب لاستثمارات أخرى وثروة أكبر..”