الصراع السعودي الاماراتي وقودهُ الأدوات وساحتهُ المحافظات الساحلية
تقرير المنهاج نت –
بدأت الرياض راعية الحرب على اليمن، والمدعومة أمريكياً، بتضيق الخناق ومحاولة الانقضاض على الفصائل المسلحة الموالية لأبو ظبي بعد أن تولت دفة القيادة في الساحل الغربي لليمن، بعد انسحاب مفاجئ للإمارات شريكتها في الحرب ،خلال الأيام الماضية.. بإنشاء تحالف محلي هناك من اتباعها، كاشفةً بذلك عن توسع دائرة الصراع بين حليفتي الحرب على اليمن الذي ظل على مدى السنوات الماضية مستعرا ولكنه بعيدا عن الإعلام في السواحل الشرقية للبلاد.
وفي حقيقة الحال، لم يكن تحرك السعودية الجديد لإزاحة الامارات شريكتها في الحرب، والمدعومة أمريكياً، وإسرائلياً، من الساحل الغربي سوى فصل جديد من سيناريو طويل من الصراعات بين الحليفتين، والذي ينبأ بأن تتحول الى خصوم، من اجل السيطرة على مواقع اليمن الاستراتيجية، ولهذا فقد بدء الصراع الخفي منذُ سنوات وقد شمل عدن وشبوة وسقطرى وحضرموت وابين ولحج وتعز والحديدة، وتسبب هذا الصراع الى حرب طاحنة بالوكالة، بين فصائل الدولتين الطامعتين في السيطرة على اليمن ونهب ثرواتها.
ففي أغسطس من العام قبل الماضي قامت الامارات عبر أداتها الانتقالي، بالانقلاب على ما يعرف بحكومة هادي المدعومة من السعودية، لإجهاض المساعي السعودية، لاستلام عدن وطرد الأخرى منها، في حين كان الهدف الاماراتي، جر السعودية لاتفاق ابرم في وقت لاحق من العام نفسه تحت مسمى “اتفاق الرياض” تحاول ابوظبي، من خلاله تحقيق مكاسب استراتيجية، لقاء مشاركتها في الحرب التي كلفتها ثمن بشري ومادي باهض وعالي الكلفة.
وفي هذا السياق أشار المدعو نبيل الصوفي،الموصوف بالمستشار الاعلامي، للمدعو طارق صالح، بإشارة ضمنية للسعودية بتغريدته على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، تويتر، وهو يتحدث عن بدء التحالف بين الفصائل التابعة لدولة الحرب السعودية، المسنودة أمريكياً، في بناء خط بين العيسي ومحسن والاخوان وحميد الأحمر والمخلافي، في محاولة منها أن تعزز هذه الفصائل بقوى اجتماعية لهذه الأطراف إلى جانب فصائلهم المسلحة المنتشرة هناك على حساب فصائل ابوظبي التي قال انها تتعرض للقتل في الجبهات، مشيراً إلى عودة التحالف القطري السعودي الأخير بعد سنوات من القطيعة، والذي بدء في جمع اتباعه وتجنيدهم عسكرياً بريف تعز، الجنوبي الغربي باتجاه السيطرة على سواحل لحج لخنق فصائل المدعو طارق صالح في المخا، بالتزامن مع تصاعد التظاهرات للقوى التهامية في معقل طارق بالخوخة، والتي شهدت قبل يومين تظاهرات مطالبة بـ”تحرير تهامة” وجميع تلك التحركات رافق وصول بعض القوات السعودية إلى المخا برفقة فصائل جنوبية محسوبة على العسي تم جلبها من الحدود اليمنية – السعودية.
والملاحظ هنا أن الساحل الغربي قد يتحول الى ساحة صراع مستقبلي بالوكالة، بين الحلفاء الخصوم، السعودية وقطر والامارات، ومؤشرات ذلك، كثيرة منها شدة التوتر وتصاعد الصراع واحتدام المواجهة بكثيرة، وابرزها تنامي هوس الاطماع ومحاولة السيطرة والاستحواذ، الذي أدى الى اماطة الستار عن حقيقة إقامة التحالف وشن الحرب على اليمن، لكن المعركة بين الحلفاء الخصوم قد لا تتوقف هنا عند هذا الحد بل ستشمل محافظات أخرى، ابرزها الجنوب حيث تدفع الامارات بالانتقالي التابع لها لاتخاذ خطوات تصعيدية ابرزها تشكيل مجلس عسكري، يعمل على إجهاض ما حققته السعودية في مسيرة تنفيذ اتفاق الرياض الذي اصبح غير قابل لتحقيق، وقد يتضمن التصعيد نقل المعركة إلى محافظات أخرى كشبوة حيث نظم المجلس اجتماعا لقيادات عسكرية موالية له شملت قائد مكافحة الإرهاب عادل المصعبي والمتحدث السابق للانتقالي سالم العولقي واخرين بعد أيام على لقاء جمع قائد فصيل النخبة الشبوانية الموالية للمجلس بقادة الحزام الأمني في ابين والضالع وجميعها تشير إلى أن ابوظبي تريد تفجير الوضع كرد على تجاهل شريكتها الرياض، مطالبها بإقالة محافظ الإصلاح في شبوة، المدعو محمد بن عديو ودفعت السعودية بإعادة تشغيل ميناء بلحاف ومنشأته الخاضعة لسيطرة القوات الإماراتية، ناهيك عن تصاعد الاحتجاجات المناهضة للقوات الإماراتية في حضرموت والتحشيد إلى ابين للانقضاض على اتباع الامارات في عدن ..
خلاصة القول.. إن المعركة بين الامارات التي أعلنت مؤخرا انتهاء دورها في اليمن، كرد على التطبيع السعودي – القطري، لم يقتصر على المواجهات العسكرية التي يقوم بها بالوكالة الفصائل المحلية التابعة لها وللسعودية، والمدعومة من الطرفين، بل تضم أيضا الصراع على الموانئ بدأتها الامارات بمنع السعودية من اكمال مشروعها للسيطرة على ميناء سقطرى لترد الرياض التي تتحرك تحت غطاء البرنامج السعودي للإعمار لإرسال مذكرة لوزير نقل المدعو هادي عرضت فيه رغبة السعودية بالاستثمار في ميناء عدن بعرض 50 مليون دولار وهذه الخطوة جاء بعد يوم واحد من اعلان وزير الانتقالي، عن وجود مخطط إماراتي لتطوير ميناء عدن بـ40 مليون دولار هي في الأساس رسالة للإمارات مفادها أنها اقل قدرة واصغراً حجماً من مجاراة السعودية، من ترى نفسها انها الأكبر نفوذاً وسياسيةً في المنطقة تحت مظلة البيت الأبيض.