أبعاد الهجوم على أرامكو ومدلولاته
تقرير المنهاج نت
دائما ما تأتي الضربات الصاروخية على المنشآت السعودية، من صنعاء قاصمة وقوية وفاعلة، ولذا تخطف الاضواء الاعلامية وتشغل الاذهان على مستوى العالم ما بين محلل ومقرر، ومذيع
ولهذه الضربة، أفردت جميع وسائل الاعلام الاقليمية والدولية بأنواعها، مساحات كبيرة خلال الساعات الماضية، حول أبعاد الهجوم الجديد ومدلولاته، الذي استهدف أرامكو النفطية في جدة، بدلا عن قمة العشرين التي حاولت المملكة الترويج لها، كانتصار في قائمة هزائمها الطويلة، بل صبت الصحف والمواقع الإلكترونية مساحة واسعة لتغطية الحدث الذي جاء بعد اعلان السعودية انها قد اتخاذ كافة التدابير لمنع الهجمات التي حذرت منها في وقت سابق.
قد يكون الهجوم الصاروخي لصنعاء الذي استهدف خزان النفط في جدة، والتي تبعد عن اليمن بأكثر من الف كيلو متر ، وفق للحسابات ، يحمل مدلولاً للبعد الجغرافي، بتطوير القوت الصاروخية، أكثر منه اقتصادي، والذي يحمل الصورة الناصعة، للمنظومة الجوية التي وصلت اليها القوات العسكرية في صنعاء.. كما أن مضمونها يشير الى قدرة الوصول إلى أعمق نقطة داخل السعودية ، وحتى تكون الرسالة صاحبة تأثير قوي ورادع اختار الناطق الرسمي للقوات المسلحة بـ صنعاء العميد يحي سريع، الحدث للكشف عن منظومة صنعاء الصاروخية الجديدة والمعروفة بـ” صاروخ قدس 2 المجنح″ وهي دلالة إلى ان القوة الصاروخية لصنعاء أصبحت قوية وقادرة على التقاط الهدف مهما كان حجمه ولو في اقصى الشمال السعودي، هذا من جانب
أما عن الجانب الاخر، فهو اختيار التوقيت المحكم لإطلاق الصاروخ في ظل الحراك السعودي لإدخال “انصار الله ”في قائمة “الارهاب”، بغض النظر عن تداعيات القرار الذي سيظل حبر على ورق والذي لن يتجاوز مكاتب البيت الأبيض في حال إعلانه، يشير إلى أن وضع السعودية التي تحاول اغراء الولايات المتحدة بالتطبيع مع إسرائيل مقابل القرار، لن يكون كما قبله ولن يحتمل مهادنة أو تأخر في الرد وهذا كان واضحا في الرسالة التي نشرها رئيس وفد صنعاء محمد عبدالسلام مؤخرا وتضمنت ابيات شعر تؤكد بان اليد لن تكون ممدودة للسلام وأن الصواريخ وحدها من ستكون رسائل السلام بين صنعاء والرياض.
ثمة بعد اخر للهجوم يتمثل باختيار الهدف وفقا لاستراتيجية اقتصادية، فمحطة التحويلية لأرامكو في جدة تعد ثاني هدف من نوعه يتعرض للقصف بعد المنشأة العائمة في جيزان ، وهي إشارة قوية إلى السعودية التي تواصل احتجاز سفن الوقود وعرقلة وصولها إلى ميناء الحديدة بهدف غرق المدن الخاضعة لسيطرة صنعاء بالأزمات ، وقد يكون البعد يتعلق بالتطورات الأخيرة في مأرب حيث تحاول السعودية القاء كل ثقلها لمنع تحرير المدينة مع اقتراب قوات صنعاء منها.
تتعدد الابعاد التي تحمل مدلولات استئناف صنعاء ضرباتها الجوية المملكة السعودية والتي كانت قد توقفت عند اعلان رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط ، مبادرته التي رسائل السلام إن جنحوا اليه، مقابل “ وقف العدوان ورفع الحصار” ولكن والهدف واحد هو ارغام السعودية على الاعتراف بالواقع الذي أصبحت تواجهه بعد 6 سنوات من حربها العبثية على اليمن.