التطبيع : خواطر لابد منها ..
بقلم رئيس التحرير – محمد أمين الحميري
مما نكرر التأكيد عليه بين يدي أحرار الأمة المتصدرين مشهد المقاومة للهيمنة والصلف الأمريكي الاسرائيلي وأعوانهم من داخل الأمة، وأمام ظاهرة التطبيع القبيحة التي نراها اليوم مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.. هو :
– إن النجاح في استنهاض الأمة لايتوقف على وجود المشروع القويم وتوفر القيادة الحكيمة فقط ، وإنما يتوقف أيضا على كيفية الاستنهاض ، ومراعاة مختلف الاعتبارات والتراكمات داخل الأمة ، وكيف يمكن التعاطي معها من أجل التقييم والتصحيح ؟ .
– ثم أيضا : من هم المعنيون في مسيرة الاستنهاض ،فالوعي المنقوص في واقع بعض المتصدرين قد يضر أكثر مماينفع ، خاصة مع حالة الاستنفار للعدو وأدواته ، وحرصهم على افشال أي جهود تقاربية تصحيحية داخل الأمة بكل الوسائل والطرق ..
-الأفكار الواعية والرؤى السليمة شيئ جيد. وهو المنطلق الأساس للتغيير إلى الأفضل ، لكن الخطط المناسبة لصناعة الوعي أمر أكثر أهمية كذلك .
– ونقول : دعوكم من الحماس غير المضبوط في واقع بعض المندفعين مهما كانت نواياهم ومقاصدهم حسنة ، من الذين لا يعجبهم إلا أن يكون المدعويين نسخة منهم ، حتى في تفاصيل أسلوب حديثهم وقيامهم ومقعدهم ، تاركين القواسم المشتركة الجامعة للأمة وراء أظهرهم ، متجاهلين أن الأصل هو التعريف بالمرتكزات والأسس العامة لمشروع التغيير والبناء ، ولا مانع من التوقف عند بعض الأمور ولكن بحكمة وتدرج، كما لا داعي للخوض في الصغائر والتفاصيل التي قد تقف عائقا أمام ماينبغي استيعابه أولا .
– فليكن الاجتماع في اطار الأمور الجامعة ، ولتنطلق كل توجهات الأمة للاسهام في انجاح مشروع التغيير والنهوض ، كل من موقعه ، ومن خلال مايرونه من وسائل وطرق ، فالعبرة بما سيتحقق من نتائج تصب في خدمة الهدف العام ، لا بالاستغراق في تفاصيل كيفية العمل والتعاون المطلوب منهم ، فالأهم أولا وأخيرا هو استيعاب الرؤى العامة والمحددات والمنطلقات التي يتحقق من خلالها الصالح العام للأمة .