اليمن : علماء وخطباء الدعوة السلفية يستنكرون جرائم حرق المصحف الشريف والاساءة للرسول الكريم ، ويدعون لاصطفاف الأمة لمواجهة المؤامرة بكل الوسائل .
المنهاج نت – في الوقت الذي يسارع فيه بعض الأنظمة العربية الخائنة والعميلة للتطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل ، وفي المقدمة نظام الامارات والسعودية ، إضافة إلى بعض الشخصيات الساقطة في الوسط العربي والاسلامي ، واعتبار التطبيع من قبيل فقه المرحلة تحقيقا للسلام – المكذوب أصلا – في عموم المنطقة ، أعادت مجدداً المجلة الفرنسية شارلي إيبدو الأسبوع الماضي نشر الصور المسيئة للرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وسلم ) بعد أن كانت قد نشرتها في العام ٢٠١٥ م ، وقبل ذلك بيومين قيام عنصريون نرويجيون باحراق بعض نسخ المصحف الشريف ، وقد أثار ذلك سخط وغضب العالم العربي والإسلامي, في كافة أنحناء المعمورة ، باعتباره انتهاكا عدوانيا واضحا لحرمة القرآن الكريم ،ورسول الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم ، وحول هذه الجرائم المركبة ، فقد توالت ردود الفعل العربية والاسلامية على صعيد بعض الأنظمة الحرة والهيئات العلمائية ، والنشاطات الشعبية في بعض البلدان الاسلامية.
وفي اليمن وإلى جانب الموقف الرسمي الذي أعلنت عنه وزارة الخارجية في صنعاء ، والتي استنكرت وأدانت في بيان لها هذه الأعمال القبيحة ..
فقد استنكر العديد من علماء وخطباء السلفية في اليمن في تصريحات لهم ” للمنهاج ” هذه الجرائم ، مؤكدين وجوب وقوف الأمة بكل توجهاتها صفا واحدا للانتصار لدينها ورسولها ومقدساتها .
وتسليطا للضوء ، فقد كانت البداية من فضيلة الشيخ العلامه محمد بن محمد المهدي – رئيس جمعية الحكمة اليمانية الخيرية وإمام وخطيب مسجد الرحمن في إب ، حيث قال :
فقد اطلعت على مانشرته بعض الصحف والمواقع من اعادة صحيفة فرنسية للرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، والتي كانت قد نشرت سابقا من الدنمارك من قبل بعض المفسدين .
وقد سررت سرورا بالغا عندما رأيت تصريح وزارة الخارجية اليمنية في صنعاء من التنديد والرفض بهذا العمل المشين، الذي يسيئ لسيد الخلق اجمعين والمبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذا يسرنا جدا أن نجد من المسلمين من ينتقد هذه الاساليب الصليبية واليهودية والمجوسية ، والمعادية عموما للمسلمين ، ولإمامهم وإمام الخلق أجمعين.
ونحن ننتظر من المسلمين شعوبا وحكاما وأحزابا ومذاهبا أن يكونوا صفا واحدا لمواجهة هذه الاعتداءات والاساءات إلى هذا الدين – الذي هو دين اليسر والرحمة – من جميع الملل والنحل المتعددة .
واستهجن الشيخ المهدي تصرفات بعض الأحزاب السياسية التي تسيس الأمور لمصالح معينة ، متابعا القول :
ولسنا مع من يسيس الأمور لمصلحة معينة ، ويترك ماهو أعظم منها ، ولهذا – والكلام له – أنا أشمت من بعض الاحزاب السياسية التي لاتنكر إلا ما يخالف مصلحة الحزب ، ولا تتعاطف إلا مع مصلحة الحزب .!!
وأضرب مثالا واحدا على هذا وأكتفي به :
فعندما كان الجهاد في افغانستان ، كان برضا من أمريكا ، وحلف وارسو ، وحلف الأطلسي كان ضد وارسوا ، وكان الاتحاد السوفياتي قد دخل افغانستان ، فكانت الضجة من الولايات المتحده الامريكية ، وكثيرا من الدول العربية ، فتعاطف المسلمون للجهاد في افغانستان ، وكانت بعض الأحزاب السياسية مدركة للف والدوران عند الغرب ،فما أن هزم الاتحاد السوفياتي ، وخرج ذليلا من افغانستان حتى صرخت أمريكا وأظهرت صليبيتها ،واعتبرت الجهاد ارهابا فحينئذ أولئك السياسيون سحبوا أصحابهم، وأدخلوهم إلى البلاد ، إلى اليمن مثلا ، ووضعوهم في معسكرات ، وتركوا بقية المسلمين هناك يذوقون الأمرين بأنهم ارهابيون .
وأكد الشيخ محمد المهدي على أهمية الولاء والبراء الواضحيين فقال :
نحن مع الولاء والبراء الواضحيين اللذين يجعل المسلم يحب الله ورسوله والمسلمين على اختلاف مراتبهم ، ونحن ضد الولاء للكفار على اختلافهم .
ونحن يدا واحدة ان شاء الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منطلق الدين الذي نتعبد الله به بعيدا عن المصالح الضيقة من أجل اعلاء كلمة الله والانتصار لديننا ورسولنا ومبادئنا ومقدساتنا الاسلامية فيتحقق للأمة العزة والنصر والتمكين بعون الله عز وجل .
– الشيخ علي المصنف – إمام وخطيب مسجد العلياني بذمار ، أكد من جهته أن الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم استفزازا لمشاعر أهل الإسلام جميعا ، وأنه يجب أن تنصّب كامل الجهود في الوقت الراهن نحو الدفاع عن رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم قولا وفعلا .
ودعا الشيخ المصنف إلى أن يكون للأمة بكل توجهاتها موقفا واضحا وشجاعا نحو هذه القضية ، وإلا فما سر هذا التوقيت لإعادة نشر الرسوم المسيئة لنبينا صلى الله عليه وسلم حسب تعبير الشيخ علي ؟!
وتابع :
إنهم يختبرون ايماننا وارتباطنا وانتمائنا لرسولنا عليه الصلاة والسلام، وإن الفقه كل الفقه هو أن يكون لدينا وعي كامل بما يحدث ويخطط من قبل العدو الذي لا يرقب فينا إلا ولا ذمة .!!!
– إلى ذلك اعتبر الشيخ علي السلمي- خطيب مسجد بلال بن رباح بمديرية صالة في محافظة تعز ، اعادة نشر الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل مجلة فرنسية واحراق بعض نسخ المصحف الشريف في الترويج ، من قبيل العدوان على الاسلام والمسلمين، ومثل هذه الأعمال في نظر الشيخ السلمي تعتبر جرائم ممنهجة يقف وراءها المشروع الاسرائيلي الصهيوني الذي يجر بعض الخونة والعملاء إلى التطبيع معه .
وأشار السلمي إلى أنه لابد أن تتوحد الأمة وتقف الموقف الموحد للرد على هذه الاساءات ، وعدم السكوت عنها ، ومن يسكت أو يجبن عن اتخاذ المواقف السلمية فسكوته هذا جريمة وهو خائن لله ورسوله
– أما الشيخ خالد الحاج – خطيب وإمام مسجد الحسين بن علي في منطقة حزيز بصنعاء ، فقد استنكر تكرار نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ، ودعا المسلمين إلى الذود عنه بكل ما يستطيعون ، وإلى وجوب الاهتداء بهديه ، والتمسك بسنته ، والعودة إلى سيرته فيزداد المسلم ارتباطا وتأسيا به ، في كل شؤون الحياة ، ومنها البراءة من أعداء الله ، ومقاطعة اليهود والنصارى ، وكل الدول التي تسيئ للنبي عليه الصلاه والسلام، أو تمتهن كتاب الله عز وجل ، ولا يجوز بأي حال من الأحوال التخاذل أمام مثل هذه الجرائم والاساءات .
.
وأخيرا فقد أوضح الداعية السلفي الشيخ أحمد شبيل أن
اعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول أواحراق المصحف يأتي في الوقت الذي تمر فيه الأمة بأوضاع مأساوية ،وأوضاعا غير مستقرة، ومسارعة من قبل بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع اسرائيل.
وأشار الشيخ أحمد إلى أن الواجب اليوم أمام هذه الجرائم يتمثل في عدة أمور ، منها الدفاع عن ديننا ورسولنا ومقدساتنا بكل الوسائل المشروعة ، بالكلمة وبالسلاح وبالمقاطعة الاقتصادية للدول التي تهرول نحو التطبيع ، أو تتعمد الاساءة للرسول وامتهان المصحف الشريف ، إلى جانب قطع العلاقات وطرد السفراء ، وكل وسيلة مؤثرة على المسلمين تنفيذها انتصارا لله و لرسوله ولعزتنا كمسلمين .
واختتم الشيخ شبيل حديثه ” للمنهاج ” بالقول :
لا خير فينا ، ولا بارك الله فينا إذا لم نتحرك بمواقف شجاعة ومؤثرة أمام هذا الاجرام ، مؤكدا أن من أهم المواقف التي يجب أن تتخذ ، إضافة إلى ماسبق وأشار إليه في كلامه ، هو فضح المنافقين من المسلمين ، وتعريتهم ، والانتفاضة في وجوههم ،وخاصة النظام الإماراتي الذي يعلن التطبيع اليوم بصراحة مع اليهود ، وأيضا النظام السعودي الذي يعمل للتمكين لاسرائيل ويدعم مخططاتها ومؤامراتها على الأمة .