ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا .
المنهاج نت –
ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا *
لتكـــن هــذه الآيـــة وليكـــن هــذه الـــدعاء هـــو شعـــار تعـــاملنـــا مــع اخــواننـــا المـــؤمنيـــن يقــول اللــه جـــل وعـــلا:( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) من سورة الحشر- آية (10)
وليعـــلم الإنـــســان المـــؤمـــــن أن النــبيين وأتبــاعهم المــؤمنــين داخليــــن فــي هــذا الــدعاء ولا يــزال فــي النــاس طيب النفــس طاهــر القلــب ولا سيمــا فــي اتبــاع الانبيــاء وفــي اتبــاع محمــد صلــوات اللــه عليــه وعلــى آلــه أكثـــر مــن غيــرهم ، فـــلا يعــزل نفــسه عــن العالمــين ولا يحمــل الكثيـــر مــن واقع النــاس مــن اعمــالهم أقـــوالا وأفعـــالا ، سلــوكيات وأحــوالا علــى محمــل الخبـــث والنجــاســـة ، وليــعلم أن للـــه جنـــود السمــوات والارض فــلا ينبغــي أن يجعـــل الإنــسان نفــسه قــاضيــاً وحــاكمــا فـــأنــى لـــه ذلك وقـــد قــــال اللـــه جــل:( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِـمُونَ)
من سورة آل عمران- آية (128)…
والآيــة تــاتي فــي معــرض مــن حــاربوا النبــي صلــوات اللـــه عليـــه وعلــى آلــه وهــم مــن كــان يعــرفــوه حـــق المعـــرفــة ، ولكـــن أتت الآيـــة ليعــلم العالمــين ويتيقن النــاس أجمعـــين أنهـــم عبـــاداً للــــه جـــل وعـــلا ، فـــمن أحــب أن يــدخل فــي هــذا الــــرق وفــي هــذه العبــودية للـــه ، فمــرحبــا بــه وأهــلاً بــه ومــن يــريــد أن يكــون مــن أهــل السيادة امــام اللــه ويكــون لــه كلمــة علــى اللــه فــذاك مــن اتبــاع ابليــس اللعيــن الــشيطان الــرجيـــم ، وامــا مــن اراد الملك الكبيـــر والسيــادة الحقيــقية والكــرامـــة والعــزة فليســلم نفـــسه للـــه جــل وعــلا علــى باب العبـــودية للـــه ، وليــدخل قــائمــا وراكعــا وســاجــدا…
#ليكـــن هــذا الــدعـــاء ولتكـــن هــذه الآيــة شعــار ومنهــج مــع المــؤمنــين…
يـســـأل اللـــه أن يغفــر لــه ولإخـــوانــه المـــؤمنــين فيــلاحــظ أخــطاء نفــسه وذنــوبه قبـــل أن يــرى ذنـــوب غيـــره، ويســـأل اللــه أن يغفــر لغيــره كــما يطلب المغفـــرة لنفــسه فهــو يقيــس الآخــرين بمــا يقيــس نفــسه ، ويــرى لهــم مــا يــرى لنفــسه فليس ميــزانه مختل ولا مــزاجيــه ولا هــوى.
ويســـأل اللـــه جـــل وعــلا “ولا تجعـــل فــي قلــوبنــا غــلاً للــذين آمنـــوا ” فإن الغـــل مــشكلة كبيــرة وخطيــرة نعم مــشكلة كبيـــرة وخـــطيرة أن يكــون فــي قلب الإنـــسان عقـــد وســوء طــوية علــى المــؤمنــين فيكـــون شــديــدا عليهم عــزيزا عليهم غليــظ وفــظ فــي معاملتهم…
ولــن يستــطيع أن يكـــون كــذلك الا مــن عــرف حــق المعــرفة أن ربـــه اللــه سبحــانه وتعــــالى رءوف رحــيم وتلك صفــاته واسمــائه فــي معــاملة اللــه جــل وعلا للــذين آمنــوا.
والــرأفـــة والـــرحمـــة يجــب أن تكــــون اللغـــة الــرسمــية فــي معــاملة المـــؤمنــين بعــضهم لبعـــض..
بقــي أن نــذكـــر كيف يمكن معــرفة المــؤمــنين ، وسنــذكر آيــات مــن كتــاب اللــه جــل وعــلا نعــرف المــؤمنــين والمــؤمنــين حقـــا والمــؤمنــين الصــادقيــن فلنتــدبر ولنتـــأمــل:
إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
من سورة الأنفال- آية (2)
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
من سورة الأنفال- آية (3)
أُولَئِكَ هُمُ الْـمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
من سورة الأنفال- آية (4)
إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَـمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
من سورة الحجرات- آية (15)
إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
من سورة التوبة- آية (111)
التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْـمُؤْمِنِينَ
من سورة التوبة- آية (112)
* طه أبكر – داعية سلفي