المسؤولية وضدها !!
المنهاج نت ـ
المسئوولية وضدها *
إن القيادات المسئوولة …هي القيادات التي تفتش في صفوف اتباعها عن القيادات الفذة الرائدة المؤهلة لقيادة العمل ,
عندما عرف النبي صلى الله عليه وسلم القيادة في وجه عمر رضي الله عنه استدعى هذا لإرسال برقية عاجلة للسماء :
(اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك)
وحين تغيب القيادات المسئولة يكون المبدأ ( رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه )
فالقيادة الغير مؤهلة تحتار في امرها وتستهزئ بأفرادها وتجهل أين تكمن ثرواتها ..وهي قيادة غير قابلة للاستمرار
حين يكون الهم كيف ألصق التهم بالآخر ومحاولة إقناع الناس بعجزه امر فيه ما فيه من معاني قلة الفهم والوعي ..
فالدعوة مبادئ وقيم وهذه المبادئ والقيم حين توظف لصالح هذا أو ذاك فهذا هو العجز الحقيقي
وفي غياب القيادة القادرة على النهوض يبرز مبدأ (اجعلني على خزائن الأرض ) وهذا يكون حين يظهر الخلل في ذهاب الأمانة .
أحيانا يصل السمو بالإنسان لدرجة تكاد تكون خيالا ..
ففي صفين يتقاتل الناس في النهار ويداوي بعضهم بعضا في الليل أي سمو هذا .. وأي شفافية هذه .
ونحن تشتعل أعماقنا حقدا ونحن ندعي الحب ونتزاور ونتحاضن!
فحين تسيطر الوحشة على أبناء العمل الواحد وتغلب لغة المصالح على كل لغة فهذا يدل على غياب القدوات.
والقيادة التي تغمط الحق وتضيعه ولا تعرف الإنصاف ماذا يمكن أن نسمي هذه القيادة ….
لا بد ان ندرك أن الشعور بالوصول لمرتبة العصمة سيفقدك كلما وصلت له والرصيد الذي تبنية لسنوات قد ينهار كليا بموقف واحد غير مسئول.
نريد قيادة تتعامل مع أخطائي بسمو أكبر من تعاملها مع الصواب الذي أقدمه .
والقيادة الحقة هي التي تحول من سلبية الفرد إلى إيجابية ، يستفيد المجتمع كله منها ..
وهاهو صلى الله عليه وسلم يقول لعمر في قضية حاطب : (وما أدراك يا عمر لعل الله أطلع على أهل بدر وقال أعملوا ما شئتم فقد غفرتم لكم )
لقد كان حاطب يعلم بنزول الوحي ولم يفعل ما فعل رضي الله عنه إلا من حسن ظن بما في أعماقه من حب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولذلك كان اعتذاره لرسول الله صلى الله عليه وسلم اول ما رآه بقوله : والله أني أحب الله ورسوله يا رسول الله
فماذا نقول عن قيادات تحاسبك على النية مجرد النية؟!
*الشيخ يحي الوجيه ـ مدرس السيرة في معهد البيحاني للعلوم الشرعية بإب سابقا .