الهجمات الأمريكية على المدنيين في اليمن: سقوط مئات الضحايا المدنيين وانتهاكات للقانون الدولي
المنهاج نت - تقرير
إحصائيات الضحايا المدنيين والمنشآت المستهدفة
أعلنت منظمة “مواطنة لحقوق الإنسان” عن توثيقها لمقتل ما لا يقل عن 138 مدنيًا، من بينهم 19 طفلًا و5 نساء، وإصابة 292 مدنيًا آخرين، بينهم 10 أطفال و8 نساء على الأقل. وأكدت المنظمة أن فرقها الميدانية رصدت استهداف المقاتلات الأمريكية لعشرات الأعيان والمواقع والمنشآت المدنية المحمية في محافظات صنعاء وأمانة العاصمة والحديدة وصعدة وإب وحجة والجوف وذمار الواقعة تحت سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية الأمريكية الحالية التي بدأتها إدارة ترامب في 15 مارس/ آذار 2025.
تصريحات رئيسة منظمة مواطنة لحقوق الإنسان
عبرت رضية المتوكل، رئيسة منظمة “مواطنة لحقوق الإنسان”، عن أسفها قائلة: “على مدى أكثر من عقد من النزاع المسلح، كان المدنيون اليمنيون هدفًا للهجمات العشوائية وغير المتناسبة من قبل الأطراف المتحاربة. وبينما كانوا يتطلعون إلى إنهاء هذا الفصل الدامي من حياتهم، وجدوا أنفسهم أهدافًا محتملة لهجمات القوات الأمريكية”. وأضافت: “لقد فتحت الهجمات الأمريكية العشوائية المتكررة الحالية ضد المدنيين اليمنيين فصلًا جديدًا يضاف إلى سجل أمريكي الملطخ بالدماء وقوائم الضحايا المدنيين للطائرات بدون طيار، والضحايا المدنيين للأسلحة الأمريكية لعمليات التحالف بقيادة “السعودية والإمارات”، والضحايا المدنيين لعمليات حارس الازدهار”.
وشددت المتوكل على أن “هذا الاستهتار الأمريكي ناتج عن تكريس سياسة الإفلات من العقاب السائدة. لدى الولايات المتحدة الأمريكية تاريخ حافل بارتكاب جرائم الحرب والانتهاكات المروعة في اليمن وحول العالم، والإفلات من العقاب، وهذا وضع مشين يجب أن يتغير. لقد حان وقت التحقيق والمساءلة وجبر الضرر”.
نماذج للهجمات الأمريكية ضد المدنيين
في 17 أبريل/ نيسان 2025، حوالي الساعة 9:30 مساءً، شنت المقاتلات الأمريكية عدة غارات جوية على منصة الوقود في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 80 مدنيًا، بينهم طفلان، وإصابة 171 آخرين. كما أدت الهجمات إلى تدمير البنية التحتية للميناء وتلوث بيئي كبير.
في 13 أبريل/ نيسان 2025، حوالي الساعة 9:00 مساءً، استهدفت ثلاث هجمات متتالية مصنع السواري للربلات في محافظة صنعاء، مما أدى إلى مقتل 6 مدنيين وإصابة 27 آخرين، بينهم امرأة ومسعف.
في 23 مارس/ آذار 2025، حوالي الساعة 10:00 مساءً، استهدفت غارة جوية أمريكية بدرومًا لتخزين الحديد والخشب في أمانة العاصمة صنعاء، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 12 آخرين.
في 17 مارس/ آذار 2025، حوالي الساعة 3:00 صباحًا، استهدفت المقاتلات الأمريكية المجمع الحكومي في محافظة الجوف، مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة عشرة آخرين وتدمير أجزاء كبيرة من المباني.
في 19 مارس/ آذار 2025، حوالي الساعة 7:30 مساءً، نفذت المقاتلات الأمريكية غارتين جويتين على قاعة أفراح في أمانة العاصمة صنعاء، مما أدى إلى إصابة 3 نساء وطفلة وتدمير مصنع كمامات وأضرار واسعة بالمنازل المجاورة.
في 1 أبريل/ نيسان 2025، حوالي الساعة 11:00 مساءً، شنت المقاتلات الأمريكية غارات على مؤسسة المياه في محافظة الحديدة، مما أدى إلى مقتل 3 عمال وإصابة 2 آخرين وإلحاق أضرار واسعة بالمؤسسة.
في 16 مارس/ آذار 2025، حوالي الساعة 2:06 صباحًا، استهدفت المقاتلات الأمريكية منزلًا في محافظة صعدة، مما أسفر عن مقتل 4 نساء و10 أطفال وإصابة 4 آخرين وتدمير واسع في منزلين مجاورين.
في 6 أبريل/ نيسان 2025، حوالي الساعة 8:00 مساءً، شنت المقاتلات الأمريكية غارتين جويتين على منزل في محافظة الحديدة، مما أدى إلى مقتل 4 مدنيين بينهم 3 أطفال وإصابة 10 آخرين.
في 8 أبريل/ نيسان 2025، حوالي الساعة 7:12 مساءً، نفذت المقاتلات الأمريكية أربع غارات جوية على منزل في أمانة العاصمة صنعاء، مما أدى إلى مقتل 12 مدنيًا وإصابة 16 آخرين.
في 15 مارس/ آذار 2025، حوالي الساعة 8:15 مساءً، شنت المقاتلات الأمريكية خمس غارات جوية على منزل في أمانة العاصمة صنعاء، مما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين وأضرار واسعة في المنازل والمحلات التجارية المجاورة.
انتهاكات القانون الدولي الإنساني
أكدت “مواطنة لحقوق الإنسان” أن الهجمات التي شنتها القوات الأمريكية ضد المدنيين في اليمن تمثل خرقًا لمبادئ التمييز والضرورة والتناسب والإنسانية، وهي مبادئ أساسية في القانون الإنساني الدولي. وأشارت إلى أن الاستهداف المتعمد والخسائر المدنية الكبيرة يشيران إلى انتهاكات واضحة للبروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف والقواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني.
كما أوضحت المنظمة أن عدد الضحايا الكبير يؤكد على عشوائية هذه الغارات وفشلها في توفير الحماية اللازمة للمدنيين بموجب المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف. واعتبرت أن الطبيعة المتكررة لهذه الغارات قد ترقى إلى جرائم حرب بموجب نظام روما الأساسي.
وشددت “مواطنة لحقوق الإنسان” على أن هذه الانتهاكات تستدعي التزامات بموجب اتفاقيات جنيف والبروتوكول الإضافي الأول والقانون الدولي الإنساني العرفي، مما يستلزم ضرورة المساءلة القانونية والتحقيق النزيه وتقديم سبل انتصاف فعالة للضحايا.
دعوة للتحقيق والمساءلة
دعت “مواطنة لحقوق الإنسان” المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الفاعلة والهيئات الحقوقية ومجلس الشيوخ الأمريكي والمؤسسات الأمريكية المختلفة إلى فتح تحقيقات فورية ومستقلة في كافة الهجمات العشوائية الأمريكية على المدنيين والمواقع المدنية في اليمن.
كما طالبت باتخاذ خطوات عاجلة لوضع حد لما وصفته بـ “السلوك الوحشي الأمريكي” وإنهاء الانتهاكات بحق المدنيين في اليمن، والمساهمة الفعالة في إنهاء سياسة الإفلات من العقاب، وضمان محاسبة المنتهكين وإنصاف الضحايا وجبر ضررهم وتعزيز المساءلة والعدالة الدولية.
وأكدت المنظمة أن المعلومات والنماذج الواردة في التقرير تمثل فقط ما تمكن فريقها الميداني من توثيقه حتى الآن، وأن العمل لا يزال جاريًا لتوثيق الأضرار المدنية الناجمة عن الهجمات الأمريكية في مناطق واسعة من اليمن، وسط صعوبات ومخاطر ميدانية متزايدة.