من الذاكرة، وقفة ودعوة أحداث ال١١ من ديسمبر.
خاص ـ المنهاج
محمد أمين عزالدين الحميري
قيادي سلفي
في أحداث صنعاء، الـ 2 من ديسمبر ٢٠١٧م، أذكر أنه تواصل بنا الكثير ممن يقولون أنهم محبين لنا من الداخل وممن في الخارج من اليمنيين، وبعضهم من الإخوة السلفيين،(مع التماسنا العذر للبعض ممن يغيب عنهم حقيقة مايجري) وذلك بأهمية ترك جماعة الحوثي_حد قولهم_ كوننا في تحالف معهم، من خلال حزب السلم والتنمية، بقيادته الوطنية في صنعاء، وطلبوا منا الوقوف مع من أسموه صاحب العقيدة الصحيحة، وهو الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، فكان والحمد لله موقفنا واضحا وصريحا إلى جانب أنصار الله لاعتبارات أخلاقية ودينية ووطنية انسانية ، ومسألة هذا صاحب عقيدة صحيحة وذاك عقيدته باطلة ، هذا نعتبره من العناوين التي عادة مايتم رفعها أمام كل حُر يقف الموقف الحق لإرهابه وتخويفه، وقد سبق وطُرِح هذا العنوان علينا في وقت مبكر من العدوان على اليمن حينما أعلنا موقفنا المناهض له.
كما أن أحداث ديسمبر ذاتها، لو لم يكن من وراءها إلا إقلاق السكينة وسفك الدماء ، ونقض العهود ، فهذا وحده كاف لئن نقول: إن عقيدتنا الإسلامية الصحيحة ترفض مثل هذا التوجه النذير بشؤوم على كل اليمن ، وفي ظل عدوان خارجي غاشم، فما هي العقيدة الصحيحة التي يُراد منا أن نهرول إليها؟.
نعم لقد أعلنا حينها أننا كصوت سلفي إلى جانب المجلس السياسي الأعلى في بسط نفوذ الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار ، فذهب بعض أولئك الذين يقولون عنهم محبين لنا إلى الوقيعة فينا سباً وشتما بل وحتى تحريض أقرب المقربين لنا ، لكنهم فشلوا ، ولم نكن نأبه ولم نرد عليهم حتى بكلمة واحدة ، والحمدلله ، فنحن نعتبر أننا أصحاب قضية عادلة وعلينا أن نكون أكثر وعيا وأخلاقا وصبراً ، ونحن مع الشعب اليمني صاحب هذه القضية وجزء منه ، وهذا موقف شرف نتعبد الله به، وليس فضلاً منا ولا منَّة.!
عموما مرت الأحداث، وأُخمدت الفتنة، وحتى اليوم بلدنا في مناطق إدارة سلطة صنعاء ينعم بالحرية والاستقرار ، ومايتعرض له اليمن اليوم من عدوان أمريكي بسبب موقفه المناصر لفلسيطن ، وحرب نفسية يتبناها عملاء ومرتزقة اليمن مع الأسف بهدف إرهاب الشعب اليمني وتخويفه وصرفه عن مواقفه المشرفة، كل هذا يجعلنا نزداد قناعة بأهمية هذا الموقف، ونزداد إيمانا بأهمية التحمل للمسؤولية أكبر والتأكيد على ثبات الموقف إلى جانب سماحة القائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وفقه الله وحفظه، كقائد لكل الأحرار، ليس في بلدنا اليمن وانما كقائد عربي إسلامي صادق وشجاع، ولن نتخلى عنه ولا عن مشروعنا اليمني الوطني الجامع ، وفي هذا السبيل يهون عندنا كل شيئ، وفي مقدمة ذلك أنفسنا ، وشرف لنا أن نلقى الله رافعي الرؤوس وهو راض عنا ، وهذا أيضا من منطلق إيماننا بالله والعقيدة الصحيحة التي طالما زايد ويزايد علينا البعض بها .
أما الأبواق المستأجرة التي تُوجِهُ بوصلتها نحو الداخل تحريضا وتأليبا على أنصار الله ، لن تحصل على مبتغاها أبدا، وقد ولى زمن التضليل والتزييف للحقائق ، واليمن اليوم جبهة واحدة متماسكة، ولا طائفية ولا مناطقية ولا… ، وستتحطم على جدران هذه الجبهة المتماسكة كل المؤامرات والمخططات القذرة ، والجميع صفا واحدا نحو تحرير اليمن واستقلالها ، إلى جانب نصرة قضايا الأمة العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، دونما خشية ولا رهبة من أحد في هذا الكون ،
وواجب المرحلة الذي نجدد الدعوة إليه، هو تمتين أواصر الأخوة فيما بيننا كيمنيين ، والاصطفاف أكثر لتحمل المسؤولية في الدفاع عن بلدنا، فالقعود والصمت والتفرج -أمام مانخوضه من حرب مع عدو الأمة الحقيقي – من قبل البعض ، لا يجوز شرعا ، ولا يليق عُرفا، وأملنا هو اللحاق بركب الشعب اليمني المؤمن المجاهد الصابر الصامد ، والعون والنصر من الله القوي العزيز، وإنا لنراه قريبا وثقتنا بالله كبيرة.