نحو تقارب إسلامي فاعل ومؤثر
محمد أمين عزالدين الحميري
عضو رابطة علماء اليمن.
بفضل الله، فقد استطاعت عملية طوفان الأقصى أن تُوحد صف المسلمين ولو في حدود الأحرار الصادقين، فذابت كل عوامل التفرقة والانتماءات الضيقة، والجميع تحت مظلة الإسلام وإليه ينتمون، ومعركتهم ضدو عدوهم الخارجي المجمع عليه، اسرائيل ومن وراءها.
ورغم التحديات والآلام التي تعرض له هذا الصف المجاهد المقاوم، إلا أن عوامل البقاء والارتقاء لا تزال حاضرة وقوية، وهذا ما تجلى أكثر ، أثناء مراسيم تشييع الشهيدين الأمينيين سماحة السيد حسن نصر الله والسيد صفي الدين، رحمة الله تغشاهم، وأن المقاومة كالجسد الواحد، وأنه لا تفريق بين شهيد وشهيد، فالمعركة والقضية واحدة، وهؤلاء الشهداء قد سقطوا على طريق القدس، انتصارا لقضية الأمة الأساسية قضية فلسطين، وما يرتبط بها من أبعاد إنسانية، جعلت الكثير من أحرار العالم ينخرطون في مسار الانتصار لها ، والاعتزاز بكل من ينتصر لها، كقضية انسانية ، وهذا البُعد الانساني قد ظهر أيضا في مراسيم التشييع في لبنان، فرفضُ الهيمنة الأمريكية والاسرائيلية، هو القاسم الانساني المشترك بين أبناء البشرية، وليبقى التواصل لتطوير العلاقة، بما يخدم أمتنا.
ما نريده هو: أننا أمام مكتسبات يجب البناء على أساسها والحفاظ عليها بمزيد من التقارب الاسلامي،بين المسلمين، وأن تشهد المرحلة القادمة صحوة أكثر من ذي قبل،وتوعية واستنهاض للأمة، ولا داعي للتفرج والحياد بسبب بعض التراكمات التأريخية المانعة من أي تقارب، أوغيرها من الأسباب ، بل لا بد من التجرد وتغليب مصالح الأمة العليا وهناك من المخاطر ما يدفع لهذا وبشكل فوري.
كما لابد من التركيز على جانب التصالح الداخلي فيما بيننا كأمة ، ومعالجة كل الاشكالات التي تُؤثر على مسار الوحدة الداخلية، وكلما كنا أكثر وعيا وتماسكا، وعملنا بالأسباب الممكنة، استطعنا التغلب على مخططات العدو ومكره، وكان الفشل حليفه بعون الله، وهذا هو مقتضى سنن الله، التي ينبغي على أمتنا أن لا تحيد عنها، في مسيرة التغيير والنهوض.
نسأل الله التوفيق والسداد للجميع، وأن يصلح ذات بين المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق والخير، إنه جواد كريم.