المخاطر والتحديات الاجتماعية: تفاعل المثلية مع الاسرة والمجتمع وآثارها على العلاقات الدولية .
استطلاع: غالب المقدم
تعد قضية المثلية أو الشذوذ أحد المواضيع المستفزة والمستهدفة المجتمعات الانسانية السليمة حول العالم عموماً والامة الاسلامية خصوصا. يجري الترويج لهذه السلوكيات المشينة تحت ذرائع تتعلق بحقوق الانسان كالسماح للأفراد المثليين والمثليات لممارسات حقوقهم وبشكل طبيعي. بل والتريج له لانتشاره ودعم منظماته وفي ظل هذه التحولات الخطيرة التي يشهدها العالم اليوم نحو النظرة للمثلية، حيث يتم تحقيق تقدم في بعض المجتمعات التابع للتوجه الامريكي الغربي الراعي الرسمي لهذه الجريمة اللا اخلاقية في توفير حقوق متساوية للأفراد غير التقليديين جنسيًا وخلق المناخ الملائم لهم. دون مراعاة القوانين الإلهية التي فطر الله الناس عليها والثقافات والديانات والقوانين الكونية.
وحول الرعاية الأمريكية المتبينة لقضية فرض مشروع الشذوذ الجنسي المشؤوم وربط برامج المساعدات الانسانية للدول الفقيرة او التي دمرتها الحروب بالقبول به كواقع طبيعي، قمنا بعمل استطلاع رأي للشارع اليمني، المناهض للشذوذ الجنسي طرحنا عدة أسئلة على بعض الشخصيات الشبابية والاجتماعية نحو تحصين المجتمع اليمني والاسلامي.
سألنا الاستاذ عبد الناصر الجعادي، عن التحديات التي تواجه ابناء الامة الاسلامية نحو هذا التوجه الأمريكي المتبني رعاية الشواذ؟
المثلية أزمة ذات ابعاد :على الرغم من أن هنالك تحرك عالمي نحو تعزيز المساواة والتسامح تجاه ما يعرف بالمثلية، وخصوصاً تلك الدول التي لها اوراق الضغط على الشعوب، لكن في بلادنا ليس بمقدور هذا التوجه النفاذ لمجتمعنا المحافظ والمسلم وخيار المواجهة الفكرية والاعلامية قائماً وخاصة في مجالات التوعية الدينية والثقافية وتعزيز عوامل الانتماء للهوية الجامعة التي تساهم من رفع مستوى الوعي داخل المجتمع اليمني الرافض للأفكار المدنسة للفطرة الانسانية النقية.
ولفت ناصر الى تحكم النظام العالمي الراعي لهذا التوجه الخطير بعوامل القوة ومصادر الطاقة موضحاً بأن المواقف الصارمة تجاه ذلك سيكون لها انعكاسات سياسية واقتصادية سلبية سيستخدمها النظام الامبريالي الغربي كما هو معروف دائماً، خاصة اذا ظلت الحكومات والانظمة متكئة على عوامل الاستهلاك وليس الانتاج ومعتمدة على تحصل عليه من الغرب الاستعماري.
وسألناه عن الحملات الاعلامية نحو المساواة والتسامح تجاه الشاذين جنسياً ومدى تأثيرها على وعي المجتمعات الاسلامية عموماً؟
شدد الجعادي على دور الحكومات بتبني مواقف صارمة ورادعه تجاه هذه الجريمة المنافية للقيم العربية الاسلامية والانسانية بشكل فاعل، وكذلك عمل عمليات تحصين للمجتمعات من خلال تفعيل دور المؤسسات الاعلامية والتعليمية ودور العلم بالشكل الصحيح الدور الذي يخدم مبادئ العربية الاصيلة. بالإضافة الى تعريف الناس بمخاطر الشذوذ الجنسي طبياً ونفسياً وانعكاساته على النظام الاجتماعي ومع زيادة الوعي والتثقيف: يتزايد الوعي والتثقيف بخطر قضية الشذوذ الجنسي والكف عن التعاطي معها .
اغتصاب العقول مخاطر تهدد المجتمع وقيمه : فيما يصفها المهندس محمد غالب، الشذوذ الجنسي او ما يعرف بالمثلية من القضايا التي يعتبرها أبناء الامة العربية والاسلامية، الخطرة والمنافية لمبادئ الاسلام بشكل عام والمجتمع اليمني بشكل خاص إذ يتمتع المجتمع اليمني بتشبعه بالثقافة الدينية المنبثقة من القران الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فالمجتمع اليمني، بشكل عام، محافظًا دينيناً وتقليدياً، وتسود فيه قيم دينية واجتماعية تجاه هذه القضايا التي تستهدف الكرامة الانسانية، ومع ذلك لابد لنا عدم تجاهل هذه القضية المدمرة، مشيراً الى صعوبة التنشئة الاجتماعية القادمة وخصوصاً أن ثقافة العولة الرقمية باتت تسبيح ادمغة النشأة وتغسل عقولهم حتى داخل منازلهم.
المثلية تدنيس الفطرة السليمة: من جانبه اعتبر الشاب محمد هزاع بأن ما يعرف بالمثلية تهديد حقيقي ينذر بنهاية للعنصر البشري السويّ اذا سارت المخططات الغربية دون عوائق لافتاً الى المخاطر المحدقة لهذا التوجه بأبناء الامة ومشدداً على ضرورة تفعيل الدور الانساني ” الانسان العربي ” الراقي المستحق للإستخلاف على هذه البسيطة وتقديمه وتصديره للعالم كله بأبهى حلة إنسانية.
حرب المصطلحات: أشار الناشط الاجتماعي، حامد، الى المؤامرات المستهدفة للأمة من خلال المثلية وبالذات الأمة الاسلامية والعربية مشيراً الى حرب المصطلحات البراقة لتلميع ما يعرف المثلية ” الشذوذ ” او”الجندر” او غيره من المصطلحات التي تهدف الى خلق قبول اجتماعي لهذه الفئة الشاذة من الناس بداخل المجتمعات.
وحذر حامد من خطورة هذه التوجهات القاتلة والتي يتوجب على الجميع محاربتها مشدداً على أهمية استشعار المسؤولية وتوحيد الجهود للوقوف صفاً واحد امام هذه الظاهرة المستفزة للأسرة الدولية جمعاء.
سبل المواجهة اما الصحفي طه أمين وضع بين أيدينا نقاط هامة لمواجهة التوجه الامريكي للمثلية:
1ـ بناء المنظور الاسلامي وتدعيمه بمراكز القوة
2ـ التركيز على المبادئ والحكمة من وراء التشريعات التي وضعها الله في ايدينا.
3ـ الاستعداد لمواجهة الاخطار من منظور الفهم الواعي بحجم التحديات.
4ـ حث البرلمانين في الدول العربية والإسلامية على تقديم قوانين تحاصر الشذوذ الجنسي وتجرم كل من يشجع عليه.
4ـ الاهتمام الكبير في تبين مخاطر الشذوذ الجنسي على المجتمعات العربية والاسلامية على مستوى الاسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الاعلام …الخ.
5ـ التنشئة السليمة المطابقة للمبادئ القرآنية والتعاليم الاسلامية الصحيحة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه التحديات ليست نهائية وأن تحديات اخرى تنتظر الشعوب الرافضة لما يعرف بالمثلية او الشذوذ، وستعاني منها ومن ضمنها بلادنا اليمن الغارق في ازمات الحرب منذ ما يزيد عن 8 اعوام، وتعقيداتها. ولا يزال الشباب اليمني يعملون بجد في مختلف المجالات لتعزيز التوعية والفهم حول خطر المثلية التي تروج لها دول الغرب الاستعماري والمنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق المثليين والمثليات تحت غطاء حقوق الانسان . فمن المهم أن نعزز دورهم الريادي والفاعل بتشجيع زيادة الحوار الواعي والمنفتح على الاخر والتوعية بخطر المثلية سواءً في اليمن او غيرها، من خلال حوارات هادفة تحترم الآراء حتى وان كانت مخالفة لها لأنها في ذلك تبتغي تغليب المصالح العليا للوطن وتحفظ كرامة المواطنين.