سبعون عاماً .. من البعث.
ابى حذيفة
أكثر من سبعة عقودٍ من الزمن مرت منذُ إعلان الاحتلال الإسرائيلي ما يعرف بقيام دولتهِ سنة 1948م على جزءٍ من أرض فلسطين العربية، أمام صمت العالم الذي لا يعترف إلا بقوة الأمر الواقع.
ومنذُ ذلك الحين والعدو الصهيوني يقضم الاراضي الفلسطينية شبرًا شبرًا، واضعًا القانون الدولي تحت اقدامه، وارتكابه أبشع الجرائم بحق شعبٍ أعزل لا يمتلك ما يدافع به عن نفسه.
سبعون عامًا ونصف وكيان الاحتلال يحاول قلب الحقائق بقتل القضية الفلسطينية وطمسها تحت غطائه الدولي الذي منحته إياه المملكة المتحدة “بريطانيا” والولايات المتحدة الأمريكية؛ ومع كل ذلك لم تطمس القضية رغم كل المحاولات والمؤامرات التي اعتقد العدو آثمًا أنها قد تستطيع محو القضية من الذاكرة الجمعية للوجدان العربي، فكلما خيّل له أنه أسكت صوت المقاومة وتمت تصفية القضية بعثت من جديد، أو أنه استطاع إخماد جذوة القضية ومقاومتها اشتعلت وفارت براكينها لتقذف حممها على الأعداء.
سبعون عامًا مرت على الشعب الفلسطيني الأعزل، المقاوم جحيمًا تستعر يصلى بنيرانها التي لم يهن أمامها ولا وهن، بل زادته صلابةً وقوة.
سبعون عامًا مرت بكل منغصاتها المأساوية وفصولها الدامية، بكل إرهاب العدو الذي شاهده الإنسان الفلسطيني في مجزرة دير ياسين، بكل الخذلان العربي “العمالة الخليجية” التي زادت من معاناة الشعب الفلسطيني، وقف شامخًا متحديًا يواجه منفردًا من طاغٍ إلى أطغى إلى أقسى إلى أجفى، وصامدًا أمام ضربات الاحتلال وجرائمه البشعة التي لا شبيه لها في تاريخ البشرية إلا في حرب السعودية على اليمن، والتي شنتها في ليلة الـ26 من مارس للعام 2015م، فقد تشابهت مشاهد العنف إلى حد التطابق، وكأنها خرجت من دهليز أسود يشع ظلامًا وموتًا.
سبعون عامًا حملت في طياتها أهوال القيامة للشعب الفلسطيني، لكن عزم المقاوم لم يلن ولم تقسم ظهره، بل زادته صلابةً وإصرارًا وعزيمة وتحديًا على مواصلة الطريق الصعب بجهاده ضد العدو الإسرائيلي.
سبعون عامًا ونصف وشجرة المقاومة تنمو وتمد جذورها في باطن الأرض التي ارتوت من دماء أبنائها الشهداء العظام، وقويت حتى رأينا فعلها المشرف اليوم الذي أبهج النفوس بانتصاراتها المتكررة بدءًا من معركة سيف القدس وحتى معركة اليوم، وكأن لسان حال المقاومة يقول للعدو وعملائه نحن شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.