إغتيال البقماء بين نفي الإخوان ومسؤولية التحالف.
تحليل ـ هناك التباس لدى البعض بين اسم الشيخ عبداللطيف البقماء (أبو يونس) وعبدالرزاق البقماء(ابوحذيفة) فالأول هو صاحب (مركز دار الحديث بالحوي بوادي عبيدة)، وهو من الشخصيات السلفية المعتدلة والذي دائما ما يتعرض لمضايقات من قبل متطرفي حزب الاخوان في مأرب بسبب مواقفه الرافضة للحرب والداعية الى حقن الدماء، أما الآخر فهو صاحب( مركز السنه بالمستراح بوادي عبيدة) وقائد عسكري لمجاميع قبائل عبيدة في جبهة العلم وقبل أن يتم تكليفه مؤخرا قائداً لألوية اليمن السعيد المناوئة للحوثي والإخوان والمدعومة سعودياً ، يذكر أن عبدالرزاق البقماء تعرض لمحاولة اغتيال العام الماضي في مدينة مأرب ، أتهم فيها الاخوان وهذا ما اتضح جلياً نتيجة دخول البقماء على خط العمل العسكري الذي يعتبر حكراً على الاخوان في مأرب ، وفي محاوله لحرف الأنظار تحدثت قيادات أمنية تابعة للإخوان بمأرب عن احتماليات ضلوع الحوثيين خلف العملية من دون تقديم ادلة تثبت ذلك.
وبسبب الخلافات الجوهرية فيما بينهم فإن حب التسلط والاقصاء منهجية يتبعها الاخوان والمشائخ المحسوبة عليه ، فقد أثار تعيين التحالف لعبد الزراق البقماء قبل أربعة أعوام قائداً للمجاميع العسكرية القبلية من أبناء حريب بجبهة العلم التذمر والسخط في نفوس مشائخ الوادي، كون البقماء في نظرهم ينحدر من اسرة دونية اجتماعياً، وهو ما تسبب في تفاقم الخلاف مع قيادة التحالف لاسيما ال جلال وال معيلي حيث نشبت الكثير من الاشتباكات العسكرية بين قوات التحالف والقبائل وبالاخص مع قبائل ال جلال وهو ما اضطر التحالف الى تفكيك التشكيل الاول، وتشكيل الوية جديدة تحت مسمى الوية اليمن السعيد السلفية، والتي ستمثل في المستقبل قوة ضامنة لبقاء التحالف في مأرب في حال تمردت القوات التابعة لحزب “الإصلاح” التابع للتنظيم العالمي (الاخوان المسلمين) والمناوئ للإمارات والسعودية، كما أن هذه القوة التي شرعت المملكة بتشكيلها في مأرب تتوازى مع القوة السلفية المشكلة من قبل الامارات في الجنوب والساحل ( الوية العمالقة ) في ظل صراع السيطرة والاستحواذ والتقاسم للمناطق اليمنية المسيطر عليها من قبل دولتي التحالف “الامارات والسعودية”، وقد اتهمَ البقماء اكثر من مرة قيادات محسوبة على الاخوان بالتحريض عليه لدى التحالف بهدف استبعاده و تهييج بعض المشائخ ضده بسبب توليه قيادة تشكيلات عسكرية مهمة في ظل استمرار اهماله وتجاهله للكثير من مشائخ عبيدة بحسب ما يسوقه خصومه ، وهو ما جعل قيادة التحالف تلجأ الى تأخير ثم إيقاف مرتبات الافراد التابعين للبقماء والسعي الى تقليص نفوذه وتعيين القيادي السلفي حمود الخرام الذي كان يشغل قائد لواء الواجب في الحد الجنوبي للمملكة بديلاً عن البقماء الذي بدوره رفض القرار حيث توجه الى الرياض الأسبوع الفائت لمقابلة قيادة القوات المشتركة ولم يعد الى مأرب إلا بعد تجميد قرار ابعاده، الجدير ذكره أن الصراع بين القياديين السلفيين ( البقماء والخرام) تصاعد هذا الشهر بالشكل الذي كان يمثل تهديد وجودي للتحالف في مأرب اذا ما انفجر الوضع القائم.
واتهمَ البقماء اكثر من مرة حزب الإصلاح بالوقوف ضده واستغلال بعض الاحداث كالانكسار الذي حصل لقواته في جبهة العلم قبل عامين لتشويه صورته امام التحالف والانتقاص من خبرته العسكرية والإدارية والطعن في نزاهته في العمل الخيري لبعض الأموال التي كانت تأتي عبره كمعونات ومساعدات إنسانية.
ومع نفي قيادات من حزب الإصلاح ضلوعهم في التحريض عليه او الوقوف خلف محاولة عزله وإثارة خلاف بينه وبين القيادي السلفي الخرام فقد نفى حزب الإصلاح ببيان رسمي عقب حادثة الاغتيال ضلوعه في الحادثة محملاً أنصار الله “الحوثيين” مسؤولية الاغتيال كالعادة.
وبحسب مقربين من البقماء فإن حالته النفسية لم تكن مستقرة منذ عودته من الرياض قبل ثلاثة أيام وانه كان يتلقى التهديدات ويرد عليها وكانت أخر مكالمة تلقاها من شخص لم يفصح البقماء لأصحابه ومرافقيه عنه، وتوجه بعدها مباشرة وهو مضطرب بعد ان منع مرافقيه من اللحاق به الى خارج المنزل ليجده أحد المزارعين مقتولا في سيارته بإحدى الطرق الترابية بوادي عبيدة شمال مأرب.
وبهذا تظل عملية اغتيال عبد الرزاق البقماء حدث مهم وخطير ولغز محير لا يفسره سوى مخرجات اللقاء بقيادة القوات المشتركة للتحالف العربي الأسبوع الماضي في الرياض.