اخطار التطبيع (الإماراتي-الإسرائيلي) على أمن المنطقة.
ورقة عمل
اتسمت العلاقات “الإسرائيلية” العربية، منذ الهجرة الأولى لليهود الى أرض فلسطين، بالعداء الصريح، حتى بعد أن أعلن الكيان الصهيوني دولتهُ “إسرائيل” على أرض فلسطين سنة 1948م، بطابع صراع القوة سواء بالشكل ُالمباشر أو غير المُباشر، وتدريجيًا لاحظنا أن هناك تحويل علاقات الصراع بين “إسرائيل” والبلدان العربية إلى علاقات شبه طبيعية، او ودية خاصةً بعد توقيع اتفاقية التطبيع الأولى كامب ديفيد عام 1978م، حتى وصلنا إلى مرحلة التطبيع العلني وهذا هو الطابع الخطير الذي ينال من وجود الأمة العربية والإسلامية وهويتها الإسلامية وقوميتها العربية.
و إذا كان التطبيع العربي “الإسرائيلي” هو حلم لدي قادة الحكومات الإسرائيلية المُتعاقبة, حيث يسعون لتَحقيق هذا الحلم دون كَلَل, من مُنطلق أن التطبيع خطوة واجبة النَفاذ على الحكومات والشعوب العربية لكي يتحقق السلام -وفق مفهوم الكيان الصهيوني للسلام- وعلى الرغم من توقيع الكيان اتفاقيات سَلام مع مصر، والأردن, ومنظمة التحرير الفلسطينية, بالإضافة الى وجود علاقات سرية يرتبط بها الكيان الصهيوني مع الدول العربية, نجد أن الكيان الصهيوني لا يزال غير راضٍ عن كون علاقاته مع بعض الدول العربية تعتبر مُتمثلة في التطبيع السياسي أو الاقتصادي فحسب, فهو يُمنّي نفسهُ بعلاقات مُباشرة وواضحة وعلى كافة المستويات تتجاوز القضية الفلسطينية، وتبني فقط على أُسس العلاقات والمَصالح بين الدول من جهة؛
ونظراً لما تُمثله دُول الخَليج من أهمية كبيرة في العَالم العربي، فهي البوابة الشرقية للوطن العربي لما تمتلك من موقع يتربع على منتصف رقعة شبه الجزيرة العربية، إلى جانب أنها تمثل نقطة الثراء في الدول العربية لما تمتلكه من ثروات نفطية هائلة، فقد وضعها الكيان الصهيوني نصب عينه، وسعى سعيه الحثيث لإحداث شرخ في كيان الأمة العربية، وشل حركة الإجماع والالتفاف العربي والإسلامي حول قضيتهم الأولى فلسطين، من خلال خطف اعترافات دولية به من دول المنطقة، لاسيما العربية منها من جهة.
ومن جهةٍ أخرى، فإنه في إطار مجموعة من الأحداث على صعيد الوطن العربي أو على الساحة الدولية، كـ ثورات الربيع العربي، فإن المكائن الإعلامية التابعة للغرب الاستعماري، ساهمت بتوجيه البوصلة نحو التواجد الإيراني في المنطقة العربية، خدمة لأجندة أرادتها الإدارة الأمريكية، الامر الذي أدى إلى اختلاف رؤية غالبية الدول العربية للخطر المهدد لأمنها القومي, فأصبحت ترى أن تهديدات إيران تعد أهم من الصراع العربي الإسرائيلي، بل أصبح يتم النظر “لإسرائيل” على أنها حَليف استراتيجي للحفاظ على أنظمتهم من الانهيار, لاسيما دول الخليج العربي, الأمر الذي سرّع من وتيرة التطبيع مع الاحتلال، وخصوصا مع صعود اليميني المتطرف إلى الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب؛ والذي انتقلت إدارتهُ من الانحياز “لإسرائيل” إلى الشراكة الكاملة معها ودعم المشروع الصهيوني من خلال ضغط الولايات المتحدة الأمريكية المُباشر على الدول العربية التابعة لها للمُضي قُدمًا بمشروع التطبيع الكامل مع “إسرائيل” بالتزامن مع محاولة تغييب للقضية الفلسطينية.
فيطيب لنا من خلال هذه الورقة، أن نسلّط الضوء في المبحث الأول/ على الأسباب التي تقبع خلف إقدام دولة الإمارات العربية المتحدة على الإعلان الرسمي عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وما هي دوافعها في ذلك.
أما في المبحث الثاني/ فإننا سنتطرق إلى أهم الانعكاسات الخطيرة للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي على الأمن القومي العربي من جهة, وعلى القضية الفلسطينية من جهة أخرى.
المبحث الأول :
أسباب ودوافع التطبيع الإماراتي الإسرائيلي
1) احتواء طهران
أن خطوة إعلان التطبيع مع “إسرائيل” سواءً أكان بالنسبة للإمارات أو للكيان وهما اللذان تلتقي مصالحهما في المعاناة من التهديد الإيراني في المنطقة، وفق تصوراتهما، الأمر الذي قادهما لتطبيع العلاقة فيما بينهما أو بالأحرى إعلانها رسمياً، حيث لم يكونا في قطيعة قبل إعلانهما تطبيع العلاقة رسميا, يأتي هذا ضمن الإستراتيجية الأمريكية الهادفة لمحاصرة طهران، التي تمثل خطراُ إقليمياً يُهدد المصالح الأمريكية في المنطقة من وجهة نظر واشنطن، كما أنها تُمثل في نفس الوقت عدواً لدوداً لإسرائيل، حيث أن دول الخليج العربي تعتبر عُرضة إيران التهديد الأول لأمنها القومي، بحسب منظور الإدارة الامريكية.
لذلك يمثل سعي دولة الإمارات باتجاه التطبيع دفعة كبيرة لحماية نفسها من التهديد الإيراني، وذلك عن طريق الحصول على الدعم الإسرائيلي الأمريكي. خصوصا بعد التورط الكبير للإمارات في حرب اليمن, بشكلٍ جعلها توقن أنها أصبحت وسط معترك سياسي حرج, وصراع إقليمي خطير, سيقودها الى المواجهة مع القوى الإقليمية وعلى رأسها إيران بالطبع، وقد لا يستبعد حدوث التصادم العسكرية في هذا الصراع والتنافس, فهي تسعى إلى ضمان استمرار نفوذها السياسي والاقتصادي في اليمن دون مهدد. ومن زاوية أخرى فإن القواعد الجوية الإسرائيلية تعد بعيدة عن إيران أما القواعد الخاصة بالإمارات فهي عبر مياه الخليج وهو ما يسبب قلق بالنسبة لإيران في حال عودة الحديث عن ضربات جوية للمواقع النووية الإيرانية.
2) التوجس من التهديد التركي
حيث أن الميدان السياسي والعسكري في منطقة الشرق الأوسط يكشف اليوم مدى الأطماع التي تبديها تركيا في مد نفوذها عبر المنطقة العربية وما جاورها, فطموح النظام التركي بالمنطقة لا يتوقف، وتغلغلهُ وسط الأنظمة السياسية في المنطقة لم يعد خافياً, ولهذا ترى الإمارات العربية المتحدة أن تطبيعها مع إسرائيل على أنها محاولة للاحتماء بـ”إسرائيل” الصديق الذي تفوق قواسمه المشتركة مع الجانب الإماراتي منه عن المتناقضات الإيديولوجية, على العكس على ما هو الحال عليه بالنسبة للعلاقة مع تركيا, وخاصةً بعد التهديدات التي وجهها وزير الدفاع التركي حينما قال “أن الإمارات قامت بأعمال مُضرة في ليبيا وسوريا وأن تركيا ستحاسبها على ذلك في المكان والزمان المناسبين” حيث أن الإمارات لا تستطيع مواجهة تركيا منفردة لذلك تسعي للاحتماء بإسرائيل.
3) الحصول على المزيد من المكاسب الأمنية
إن الإمارات تحاول الحصول على مكاسب أخري من وراء صفقة التطبيع وذلك بعد العديد من الإستفادات التي حصلت عليها في السنوات الماضية مثل أنظمة التجسس الإسرائيلية لملاحقة المعارضين والتجسس على بعض قادة الدول والنشطاء السياسيين، لذلك يرجح ان رفع السرية عن العلاقات وإخراجها إلى الرسمية والعلانية سَيُسَرِع من استفادة الإمارات من الإمكانيات الأمنية والتكنولوجية الإسرائيلية.
4) تحقيق فُرص تجارية لدول الخليج
هذه الاتفاقية ستُمكن رجال الأعمال الإماراتيين من القيام بأعمال تجارية مهمة، وذلك بفضل مكانتهم حيث جعلوا أنفسهم مركز تجاري وقوة عسكرية كبري وكان الأمريكان قد وعدوا الإمارات بتقديم أسلحة متطورة مثل طائرة مقاتلات إف35. خصوصا وأن الإمارات بفعل الازدهار التجاري والتطور العمراني قد أصبحت مركزا اقتصاديا عالميا, وغدت وجهة سياحية لمختلف الوافدين من مختلف جهات العالم, الأمر الذي قاد الإمارات الى الحفاظ على هذا المركز الذي وصلت إليه, من خلال توسيع دائرة الآفاق التجارية والفرص الاستثمارية, وتحقيق النجاحات المتوالية في مجال الشراكة العالمية مع مختلف الدول والشركات العالمية.
5) تقديم هدية إنتخابية لترامب
حيث أن ترامب كان قد وصف التطبيع بأنه إتفاق تاريخي مضيفاً أنه فعل العديد من أجل إسرائيل وقدم عديد المكاسب لها مثل قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إلىها بالإضافة إلى الإعتراف بسيادتها على هضبة الجولان. وتعتبر صفقة التطبيع هدية لترامب في وقت حساس وصعب خاصة بعد التأثيرات الكبيرة لوباء كورونا على الاقتصاد الأمريكي والأزمات التي أحدثها , في سبيل تحسين صورته لدى الناخبين الأمريكيين.
6) مغازلة بايدن والديمقراطيين
يتفق عدد كبير من المحللين أن صفقة التطبيع كانت محاولة من الإمارات العربية المتحدة للاحتماء بإسرائيل من الديمقراطيين في حالة فوز جو بايدن, وضمان وقوف اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة بجانبها إذا ما قرر الديمقراطيين معاقبتها أو التأثير على مصالحها، خاصة أن الديمقراطيين لن يصفحوا ويغفروا لها, بسرعة ما تردد من اتهامات لها بالتأثير في الانتخابات الأمريكية لصالح خصمهم العتيد ترامب.
7) محاولة إنقاذ الحليف الغريق
بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الكيان السابق، كان يعاني من أزمات ذات أوجه متعددة سواء على المستوي السياسي أو القضائي أو الاقتصادي، سياسياً، لم يستطع حسم ثلاث انتخابات ثم قضائياً يتم ملاحقته في ملفات فساد عدة ويخشي أن تؤدي به إلى حيث لا يريد ، أما اقتصاديًا فإن جائحة كورونا كان لها تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي إضافة إلى الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة الإسرائيلية ، لذلك كانت تعتبر صفقة التطبيع محاولة من دولة الإمارات لمد يد العون إلى نتانياهو في محاولة لإنقاذه من تلك الأزمات التي قد تطيح به. نظرا لما تربط البلدين من صداقة وعلاقة وطيدة على المستوى غير الرسمي، كما أشرنا آنفا.
8) اختلاف الأجيال داخل الإمارات
إن الأجيال الأولى المؤسسة لدولة الإمارات العربية المتحدة كانت تتخذ موقفا ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية, موقفا يعترف بحق الشعب الفلسطيني بأرضه وإقامة دولته المستقلة, وهو ما يؤيده الصحفي البريطاني إيان بلوك في مقالة له بصحيفة “الجارديان” أن أحد أسباب التطبيع يرجع إلى اختلاف حكام الإمارات في إدارة شئونهم الخارجية حيث إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان من أبرز المعارضين للاحتلال الصهيوني، ومن أكثر المؤيدين للقضية الفلسطينية على اختلاف تام مع نجله محمد بن زايد الذي ينصب اهتمامه على إرضاء ترامب وإبقاء الولايات المتحدة متدخلة ومنخرطة في شئون الشرق الأوسط وهذا ما يأخذنا إلى اختلاف الأفكار والقيم بين الحكام مع اختلاف الأجيال.
المبحث الثاني :
انعكاسات التطبيع على الأمن القومي العربي
للتطبيع العربي الإسرائيلي انعكاسات كبيرة أثرت على المنطقة, و خصوصًا في حالة الضعف التي يشهدها الوطن العربي من انقسام القيادة سواء كانت فردية أم جماعية وعدم القدرة على توحيد الشعوب, و لقد أثر أيضًا تطبيع بعض الدول العربية على موقف الدولة الفلسطينية والفلسطينيين, حيث أصبح هناك نوع من التعنت من جانب “إسرائيل” سيؤثر سلبًا على القضية الفلسطينية والفلسطينيين وشعورها أن انخراطها في الوطن العربي ما هو إلا مسألة وقت فقط, و تحول المساومة إلى السلام مقابل السلام بدلًا من السلام مقابل الأرض, و هذا التطبيع ليس وليد اللحظة بل كان هناك تسريب مستمر منذ سنوات عن علاقات سرية ولقاءات ومشاركات علنية لقيادات ورياضيين وفنانين إسرائيليين في هذه الدول، غير أن العملية المتكاملة قد بدأت بإعلان المبادئ في واشنطن بين كل من الإمارات وإسرائيل برعاية أميركية في 13 أغسطس 2020 وبتوقيعه بينهما، مع انضمام البحرين كذلك 15سبتمبر في نفس العام.
تناولنا في هذا الفصل تأثير التطبيع على الأمن القومي العربي والإسلامي، من كافة النواحي السياسية والاقتصادية وغيرها، وذلك في المبحث الأول، أما في المبحث الثاني سوف نتاول أثر التطبيع على القضية الفلسطينية ووضع الفلسطينيين، في المبحث الأخير الذي تناول السيناريوهات المستقبلية للتطبيع الإسرائيلي الخليجي.
“تغريدة ترامب على تويتر بخريطة فلسطين المُستقبلية بعد خطته للسلام”
إن للتطبيع العربي الإسرائيلي أثاره الخطيرة على الأمن القومي للوطن العربي، وأثاره الخطيرة على المنطقة بأكملها، وتكمن الخطورة هنا في إعتبار “إسرائيل” بلدًا طبيعيًا أو محايدًا، بل وحتى صديقًا أو حليفًا لدى بعض الدول، لأنها في الحقيقة تعتبر قائدًا لمشروع أكبر يستهدف إلى ابتلاع القدس وفلسطين والمقدسات الإسلامية بأكملها وصولًا إلى المنطقة العربية بأكملها والسيطرة عليها سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا وثقافيًا.
إن الأمن العربي معنيّ بالتفكير الجادّ في كيفية التعامل مع هذا المشروع المعادي للأمة، وكذلك بأهمية المحافظة على العلاقات العربية البينية ومنع “إسرائيل” من محاولتها في تفكيك العرب وتغلغلها بينهم، وإن التفكير ببناء علاقة مع دولة الاحتلال إسرائيل من باب التكتيك، أو الاعتماد عليها في العلاقة مع الغرب، أو للوقوف مع العرب في قضايا فرعية وربما تكون وهمية، أخطر بكثير على الأمن العربي والقضية الفلسطينية من إدارة العلاقة معها على أساس أنها عدوّ وخطر، وباعتبارها دولة محتلة للأراضي العربية، وأنها تهديد استراتيجي ودائم للأمن العربي، والتاريخ والتجارب والوقائع منذ عقود تثبت ذلك بوضوح و لذلك فإن الحل الأمثل الذي يجب على الوطن العربي القيام به هو تحجيم العلاقات مع إسرائيل و توخي الحذر منها.
ومن أخطر الأشياء التي تقوم بها إسرائيل هو محاولة تشتيت أنظار العرب عن كونها العدو الأول لهم و محاولة خلق عدو أخر حتى لا تتوحد صفوف العرب ضدها بحيث انها تتعامل مع بعض الدول الأن على أنها صديقة و حليفة لهم, ولقد نجحت بالفعل في ذلك فالأن تري دول الخليج أن إيران هي المهدد الأول لقوميتهم ووجودهم بدلًا من إسرائيل بل والأن تعتبرها الإمارات والبحرين صديقة لهم بعد تطبيع العلاقات, أيضًا استطاعت إسرائيل بإبعاد الأنظار نحو كونها عدو للعرب بتصدير فكرة أن الإرهاب هو العدو الأول للدول, بغض النظر عن كونها من أولى الدول المصدره للإرهاب من خلال التعسفية التي تتعامل بها مع الفلسطينين.
وتأتي موجة التطبيع الحإليه التي تقوم بها الإمارات والبحرين ضمن موجتين سابقتين, الأولى كانت في عهد السادات 1977, و الثانية كانت بتوقيع إتفاقيتين أوسلو ووأدى عربة, والخطير في الموجة الحإليه أنها تقع مع دول خارج نطاق حدود إسرائيل ولا يكون هناك منه هدف إلا لتعزيز العلاقات, و تأتي دوافع هذة الموجة من الإعتقاد بأن تقوية العلاقات العربية مع إسرائيل يأتي من منطلق الحصول على رضاء الولايات المتحدة, و بهدف أيضًا الحصول على تسهيلات ومزايا تكنولوجية وعسكرية, و لكن هذا عكس الذي تهدف إليه إسرائيل فالهدف من وجودها في المنطقة العربية هو السيطرة عليها و فرض هيمنته.
مخاطر التطبيع و جوانبه
ولهذا التطبيع آثاره و السلبية على الأمن القومي للوطن العربية وتشمل هذه المخاطر نواحي عديدة أهمها:
أولاً: فمن الناحية السياسية
يهدف الكيان في المقام الأول إلى انتزاع اعتراف الدول العربية وخصوصًا المطبعة لها بيهودية الدولة الإسرائيلية، وعبريتها حيث إنَّ مجرد موافقة تلك الدول على صفقة القرن، يعني اعترافها علناً بيهودية الدولة العبرية، وما يتبع ذلك من مخططات لتصفية القضية الفلسطينية ومن أن تؤدي إلى مزيد من التعنت الإسرائيلي تجاه شروط التسوية.
وأن تساعد على مزيد من تحييد القضية الفلسطينية كمحدد للعلاقات العربية- الإسرائيلية، وأن تدفع النظام العربي إلى مزيد من الانقسامات والانهيارات بصورة أكبر مما هو عليه الآن, وسيؤدي التطبيع أيضًا إلى فقدان دول الثقل السياسي العربي التي كانت متمثلة في مصر وسوريا والعراق إلى وزنها السياسي الإستراتيجي في التفاوض مع إسرائيل و حلول دول أخري متحالفة مع اليمين الإسرائيلي و اليمين الأمريكي, كذلك إفقاد فلسطين القدرة على الـتأثير في دول العالم بسبب افتقارها إلى الأدوات المؤثرة و المصالح التي يمكنها تقديمها , فيما كانت في السابق مكسبا لأي دولة تتبني القضية الفلسطينية.
ثانياً: من الناحية عسكريًا
من أكبر المخاطر عسكريًا محاولة إسرائيل إشاحة النظر عن كونها العدو الأول للوطن العربي وحتى باتت دولا كثيرة عربية تري أن العدو الأول هو إيران وهي المهدد لأمنها الوطني وأصبحت ترى أن التحالف مع إسرائيل هو الحل للحفاظ على أمنها، مما يمثل انقلابا كاملا للمعادلات والموازين، وأصبح هذا يستفز إيران بصورة أكبر< أيضًا سيمكن هذا إسرائيل من السعي نحو منع أو تقييد عمليات الدفاع الوطني والتجنيد ومحاولة تقليل عدد الجيوش في الدول العربية.
بالإضافة إلى تحديدها للقدرات العسكرية والدفاعية للدول العربية ومحاصرتها في شراء السلاح ومنعها من امتلاك أسلحة معينة حتى تكون إسرائيل هي الدولة الوحيدة المتفوقة عسكريًا و المسيطرة عسكريًا, و لقد ظهر ذلك بالفعل بعد تطبيعها مع الدولة الإمارات, حيث كان من المفترض أن تمد الولايات المتحدة و إسرائيل أسلحة معينة طلبتها تشمل طائرة تجسس إلكترونية، إي إي 18 جي غرول, و إف35, و لكن لم تطبق أي من هذه الاتفاقيات خوفًا من اختلال ميزان القوي , أيضًا استمرار تفرُّد إسرائيل بامتلاك الأسلحة النووية والإستراتيجية والنوعية والمتطورة والهامة, فتح الممرات المائية وأعالي البحار والمياه الإقليمية العربية أمام سفن وبحرية الكيان الصهيوني, إقامة قواعد عسكرية وأمنية صهيونية في بعض الدول العربية، مما سيتيح المجال للعدو للتفوق الاستراتيجي وفرض المزيد من الهيمنة في المنطقة، والتجسس والتغلغل في المجتمعات والكيانات العربية والإسلامية.
ثالثاً: من الناحية الاقتصادي
يتوقع أن يكون للتحولات الجارية تداعيات بالغة الخطورة على النظام الاقتصادي العربي ككل، وعلى الاقتصاد الخليجي بصفة خاصة، لأن قدرة الاقتصاد الإسرائيلي على اختراق بنى وهياكل اقتصاد الدول المطبّعة أكبر بكثير من قدرة اقتصاد هذه الدول على اختراق بنى وهياكل الاقتصاد الإسرائيلي، ولأنّ تنامي العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وهذه الدول يمكن أن يشكل عقبة أو يضع المزيد من العراقيل أمام عملية التكامل الاقتصادي في العالم العربي. بالإضافة إلى إلغاء المقاطعة العربية على المنتجات الإسرائيلية وفتح السوق العربية أمام المنتجات اليهودية الزراعية والصناعية والتجارية، والعمل من أجل سلب المقدرات المائية والثروات العربية وإنشاء مزيد من المشاريع الصناعية والتنموية والاستثمارية، مع استغلال الأيدي العاملة العربية باعتبارها أيدي عاملة رخيصة يمكنها أن تسهم في ازدهار المشاريع والاستثمارات اليهودية.
رابعاً: من الجانب الثقافي و الفكري الأيديولوجي
من أخطر ما يمكن أن يؤدي إليه التطبيع هو التأثير على النسق العقيدي للشعب العربي حيث أنها تضرب فكرة العروبة في الصميم وتؤدي إلى تهميشها تمامًا, و ما يساعد على ذلك هذا الاختراق اليهودي الفكري والاجتماعي والثقافي والفني والإعلامي للمجتمعات العربية, حيث أنه من أهم ما تهدف إليه إسرائيل التغلغل فكريًا داخل الوطن العربي وتصوير نفسها في صورة الدولة المحبة للسلام المعادية للإرهاب والدولة الصديقة التي تنبذ العنف مع إظهار أن الشعب الفلسطيني هو الإرهابي و تركيز الضوء على ذلك من خلال وسائل الإعلام حيث أن اليهود يمتلكون أكبر المحطات الإعلامية التي يستطيعون من خلالها الترويج لذلك, أيضًا سعي إسرائيل لتغيير مناهج التعليم، وحذف من المناهج التعليمية والتربوية في العالمين العربي والإسلامي.
وكل ما يتعلق بكشف مخاطر وجرائم الكيان الصهيوني ومؤامراته, حذف تاريخ وجغرافية وخارطة فلسطين من كافة المناهج التعليمية، واستبدالها بجغرافية الكيان الصهيوني وتاريخه بالإضافة إلى حذف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة من المناهج التعليمية التي تحض على الجهاد وحذف المواضيع والمباحث المتعلقة بغدر وخيانة اليهود من مناهج السيرة النبوية والتاريخ الإسلام تهدف أيضًا إلى ضرب الروح المعنوية وإضعاف روح الترابط والتكافل الاجتماعي في المجتمعات العربية والإسلامية و إثارة الفتن والنعرات الدينية والعقائدية والمذهبية في صفوف العرب والمسلمين.
المبحث الثالث :
انعكاسات التطبيع الإماراتي “الإسرائيلي” على القضية الفلسطينية.
وفقاً لما أقرته منظمة الأمم المتحدة، فإن اتفاق السلام الشامل يأتي لحل نزاع بين طرفين في إطار المناطق المعرضة للنزاع والصراع، وهو ما يترتب عليه تسريح القوات المقاتلة، فضلًا عن جمع وتدمير أسلحتهم بموجب بنود اتفاق سلام.
ولكن لم يكن بين الإمارات أو البحرين مع إسرائيل أي نزاع قائم مسلح في السنوات الأخيرة، كي تكون هناك ضرورة لإقامة “اتفاق سلام شامل” بين البلدان الثلاثة. فالإعلان الثلاثي بين الإمارات والولايات المتحدة وإسرائيل، لا يمثل اتفاقاً لإنهاء حالة من الحرب واللاسلم بين إسرائيل والإمارات، حيث أن الإمارات لا ترتبط بأية حدود فعليه مع إسرائيل مثل مصر أو الأردن، ولم تشتبك عسكرياً مع إسرائيل حيث تعتبر إلى درجة كبيرة خارج الدائرة الفعلية والمباشرة للصراع، وضعف مكانتها التاريخية وصغر ثقلها البشري والجغرافي لم يسمح ببناء رهانات عربية عليها وذلك نسبة لما ذُكر سابقاً ، حيث أن الاتفاق بينا وبين إسرائيل لا يمكن تسميته باتفاق سلام لأنه لم يأتي لإنهاء حرب، وإذا كان الاتفاق يمكن تشبيهه بالاتفاقيات التي وقعتها بعض الدول العربية الخارجة عن دائرة الصراع مع إسرائيل بعد توقيع القيادة الفلسطينية لاتفاقية أوسلو، إلا أن ظروف هذا الاتفاق تختلف اختلافاً تاماً عما سبقها من اتفاقيات أخرى، حيث أن توقيت الاتفاق، وطبيعة التوجهات السياسية والإستراتيجية للقيادة الإماراتية، تعطيه معانيَ أكثر خطورة، بسبب انعكاساته على الوضع الفلسطيني، والموقف العربي من القضية الفلسطينية.
يعتبر إعلان الاتفاق، بمحتواه وتوقيته ومعناه الأساسي بمثابة ضربة للموقف والقضية الفلسطينية الموحد والرافض لما يعرف بصفقة القرن الأمريكية والتي قامت الإمارات بتأييدها والحذو إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث مثل التأييد الإماراتي للإعلان أداة ضغط على الموقف الفلسطيني، بالإضافة إلى انخراط الدول العربية إلى إقامة علاقات مع إسرائيل وذلك دون الوصول لحل أو تسوية للقضية الفلسطينية، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتهاء صيغة “الأرض مقابل السلام” التي قامت عليها عملية التسوية، حيث أن الإدارة الأمريكية تسعي لتثبيت صيغة جديدة تُنهي بها الصيغة التي قامت عليها مسيرة التسوية والتي تقضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967 ، وهنا نجد أن الإعلان يؤشر إلى الانقسام العربي والابتعاد عن دعم القضية الفلسطينية بالإضافة إلى امتداد تأثيره على حرمان الفلسطينيين من ظهيرهم العربي ومساندة الرؤية الأمريكية الإسرائيلية ضد القضية الفلسطينية.
حاولت الإمارات تبرير الاتفاق على أنه صفقة تمنع إجراءات الضم في الضفة الغربية وتحاول الحفاظ على حقوق الفلسطينيين في إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، ولكن هذا ما تم نفيه من قبل الإدارة الأمريكية والإسرائيلية على التوالي حيث تم التأكيد على إيقاف الضم بشكل مؤقت وليس إيقافه بشكل نهائي بما يعنيه ذلك من تقويض أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، حيث يمنح الاتفاق للدول العربية عديد الاستثمارات والفرص الاقتصادية في الدول العربية التي تم التطبيع معها، كما يمنح التطبيع لإسرائيل مزايا أخري حيث يعطيها موقعاً مهيمناً في المنطقة دون دفع أي ثمن مقابل كرد الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل أو حقوق الفلسطينيين، ويعتبر تطبيع الدول العربية مع إسرائيل والتحالف معها يعني عدم حاجة إسرائيل لمسار التسوية مع الفلسطينيين.
ما تم ذكره عن الترتيبات التنفيذية بين الإمارات وإسرائيل وخاصة التعاون في المجال الأمني والعسكري، يؤكد ويوضح الانتقال الرسمي لمعسكر الشراكة بين الإمارات وإسرائيل، بالإضافة إلى تبني الإمارات لمفاهيم مشتركة أو متقاربة في مجال الأمن والأمن القومي، والمصالح الإستراتيجية، وتشخيص وتحديد الخصوم والجهات المعادية، كما أن تلك الترتيبات تشير إلى الانتقال الإماراتي نحو تبني المعايير الإسرائيلية في تلك الجوانب وهو ما يترتب عليه التأثير على التيارات العربية التي تدعم القضية الفلسطينية وتدعم المقاومة الفلسطينية ضد دولة الاحتلال، وعلى نطاق آخر يعني التطبيع الإماراتي الإسرائيلي إمكانية انضمام دول أخري للتطبيع مع إسرائيل من خلال الاستعانة بالصيغة الإماراتية مما يزيد الضغط على الأطراف الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للتطبيع مع إسرائيل، إذا استطاعت الإدارة الأمريكية وإسرائيل في إغراء وجلب دول عربية أخري نحو التطبيع خاصة السعودية، فإن ذلك سيعني تحولاً جذرياً لصالح إسرائيل وتخلي عن القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من إعلان دول عديدة عن مواقف عدائية تجاه المقاومة الفلسطينية إلا أنها تتمسك بحق الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على عدو عام 1967 وذلك شرطاً للتطبيع مع إسرائيل وذلك وفقاً لما تضمنته مبادرة السلام العربية.
بالإضافة إلى قيام إسرائيل بتوظيف سياسة التطبيع لكي تُحسن من صورتها أمام العالم في محاولات منها لتوسيع مجال علاقاتها الدولية ومواجهة الحملات الدولية المقاطعة لها من خلال إدعائها بأنها تتبع السلمية من خلال المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، لكن عملية تطبيع إسرائيل مع الدول العربية شكلت إضعافاً للقضية الفلسطينية في عملية التسوية السياسية التي سمحت بتشكيل سلطة فلسطينية خاضعة لإسرائيل وفاقدة لكل معاني الوطنية، وبفضل التطبيع أُتيح المجال لإسرائيل للسيطرة على مقاليد الحكم في السلطة الفلسطينية وذلك عن طريق استخدامها لوسائل ضغط متنوعة لا تستطيع السلطة الفلسطينية مواجهتها ومن أبرز وسائل الضغط ، سيطرة إسرائيل على الحدود والمعابر والأموال الفلسطينية بالإضافة لسيطرتها على الموارد والثروات الطبيعية ومصادر المياه، وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية في تلك الثروات والمصادر وبذلك استطاعت إسرائيل أن تُخضع السلطة الفلسطينية لها.
ومن أبرز تداعيات التطبيع أنه تم محو صفة الاحتلال عن إسرائيل وتم مساواتها بدولة فلسطين المحتلة في الأساس من قِبَل إسرائيل، أحدث التطبيع العديد من الأمور أبرزها خلقه تياراً عربياً من المثقفين ورجال الأعمال في مختلف المناطق العربية يتبنون ويدعمون التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويتوهمون في أن التطبيع مع إسرائيل هو الذي سيحقق السلام في المنطقة, كما أحدث التطبيع العربي مساوئ أثرت على حركات المقاومة العربية وذلك من خلال إتباع الدول العربية لسياسات التضييق والتشديد على حركات المقاومة التي تنادي بالنضال ضد إسرائيل، وذلك ما أدى لتقليص الدعم العربي للقضية الفلسطينية وخاصة الدول المُطبعة مع دولة الاحتلال، وذلك بهدف إجبار الفلسطينيين وإخضاعهم وإقناعهم بفكرة التطبيع والتعايش مع دولة الاحتلال، وقد شكل التطبيع العربي مع إسرائيل(تطبيع مصر والأردن مع إسرائيل من خلال اتفاقية كامب ديفيد 1979 مع مصر واتفاقية وأدى عربان 1994 مع الأردن) دافع كبير للدول العربية والإسلامية التفكير في التطبيع مع إسرائيل وتبادل العلاقات معها بعدما كانت داعمة أساسية للقضية الفلسطينية، وذلك ما أدى إلى إضعاف القضية الفلسطينية وتقوية وتعزيز مكانة إسرائيل سواء في المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن وذلك بعد تسابق الدول العربية للتطبيع معها ما يؤكد على اتساع دائرة علاقاتها الدولية، وبفضل التطبيع أيضًا استطاعت إسرائيل ضم جزء كبير من الأراضي الفلسطينية لصالحها وذلك بموافقة ودعم الدول العربية المُطبعة، كل ذلك أدى إلى ضعف الاهتمام بالقضية الفلسطينية من قبل الدول العربية والإسلامية وجعلها في أخر اهتماماتها وجعل التطبيع بينها وبين دولة الاحتلال من الأولويات الأساسية، وتجاوز مبادرة السلام العربية التي تنص على عدم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي إلّا بحل القضية الفلسطينية حلًا عادلًا.
الخلاصــــة
لقد حقق الكيان الصهيوني مبتغاه في إعلان معظم الدول العربية تطبيع علاقاتها معه، ولاسيما الدول الخليجية، والتي كانت تربطها علاقات غير رسمية مع الكيان الصهيوني، على الصعيد التجاري والثقافي والاقتصادي واللوجستي. وعليه فإن الكيان الصهيوني لم يضنيه كسب الاعتراف الرسمي من دول الخليج بدولته المزعومة. وإذا كانت العلاقات التاريخية بين الجانبين قد بدأت منذ فترات سابقة من التاريخ، إلا أنها أخذت تتطور وتتوسع لتشمل كافة المستويات، ولكن بصورة غير رسمية، ولم يكن الوقت ولا المعطيات على الساحة العربية تسمح بإعلان هذه العلاقات بشكل رسمي. إلا أنه مع مرور الوقت أتت اللحظة التي أعلنت بها بعض دول الخليج العربي وبشكل رسمي عن علاقاتها الرسمية مع الكيان الصهيوني “إسرائيل”. وكانت دولة الإمارات أبز تلك الدول، وهي الدولة موضوع مقالتنا. فمن خلال عرضنا وتفصيلنا السابق يتضح لنا أبرز الدوافع التي قادت دولة الإمارات لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني بشكل رسمي، أبرزها مزاعم الإمارات بتصاعد التهديد الإيراني لمنطقة الخليج, وكذلك تنامي النفوذ التركي في المنطقة بشكل عام, بالإضافة الى محاولة تحسين صورتها لدى المجتمع الدولي والدول الغربية نتيجة تورطها بارتكاب جرائم حرب في اليمن. وأخيرا سعي الإمارات لتعزيز قدراتها الاستخباراتية والعسكرية وفتح مزيدا من النوافذ الاستثمارية.
وهذا ما ينعكس سلبا على الأمن القومي العربي والإسلامي، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية. من خلال شق الصف العربي المتضام مع القضية الفلسطينية وتحويل دول عربية ناحية بناء نظام أمن إقليمي مع عدو الأمة الأول وهو الكيان الصهيوني، وكذلك تقويض جهود الحرب الاقتصادية التي تخذها الدول العربية لمناصرة فلسطين، كالمقاطعة العربية للبضائع الإسرائيلية. وهو الأمر ذاته في التأثير السلبي لهذا التطبيع على مسار القضية الفلسطينية، ليس من خلال إضعاف الموقف الفلسطيني في مفاوضات ضم الكيان الصهيوني للمزيد من المستوطنات على حساب الفلسطينيين فحسب، بل من خلال تقويض نضال الشعب الفلسطيني في استرداد أرضه واستعادة حقه في العيش بكرامة ليس إلا.