الاستعمار ووسائله لتحقيق أهدافه – الإمام الغزالي
المنهاج نت –
يقول الإمام الغزالي وهو يتحدث عن وسائل المستعمر في طريقه نحو تحقيق أهدافه :
والاستعمار يستعين بأدوات متباينة ليبلغ هدفه الأخير ، فقد تجد في إحدى الصحف شخصا يعتنق الوجودية ، وهي فلسفة لا تؤمن بالله ولا تلتزم بالشرائع والأخلاق الموروثة ، وإلى جانب هذا الشخص قد تجد امرأ شيوعيًا ، والشيوعية تناقض الوجودية في نظرتها للفرد واعترافها بكيانه ، ومع ذلك فإن الصليبية تستعين بالاثنين ، لأن كليهما كافر بالاسلام ماهر في الإساءة إليه وتضليل أبنائه . ولا بأس أبدا أن ترى الاثنين صديقين في هذا السبيل ، ومعهما ثالث لا يدين بالإسلام ، ورابع يدين بالإسلام رسميًا ولكن عقله طبع في لندن او باريس أو موسكو . .
والأنكى من ذلك أن دول الغرب المتنافرة ظاهرًا في سياستها تلتقي على صفاء ووئام عندما يتصل الأمر بإنجاح الخطط الصليبية في بلاد الإسلام . . وهي خطط تعتمد على النشاط الخفي الصامت أكثر مما تعتمد على ضوضاء الإعلان وضجة التظاهرات الجوفاء التي يتقنها بعضنا !! وإني لموقن بأن الأصابع الخفية لأعداء الإسلام من الطول والمهارة والإحاطة بحيث تشمل القمم والسفوح ، وبحيث يمكنها أن تعبث بجماعات إسلامية ومعاهد دينية محضة كما تتصرف في ميادين المال والثقافة العامة . . وأستطيع أن أرجع فشل بعض الجماعات الإسلامية في خدمة الإسلام إلى أن الصليبية دست عليها أعضاء من الماسون وغيرهم شردوا برسالتها وحادوا عن الصراط المستقيم . .”
كتاب معركة المصحف .