هذه هي الحقيقة، فالزموا الصمت .!!
محمد أمين عزالدين الحميري
كاتب سلفي – صنعاء .
بدلا من الاعتراف بالحقيقة ، والذهاب إلى مد اليد لجماعة أنصار الله كأقرب طريق لتحقيق الحرية للشعب والاستقلال لليمن ، والمستفيد من هذا هو كل اليمنيين ، يذهب الكثير من المتورطين في تأييد المعتدين على اليمن ، والمشجعين من وراءهم ، والمؤيدين عن بُعد وبصمت ،إلى اعتبار الامارات هي المشكلة في اليمن ،بعد سنوات من التطبيل والتصفيق لها ، ورغم علمهم في ذات الوقت أن السعودية هي راس الحربة ، وأن السعودية والامارات جسدان في ثوب واحد ،بالنسبة للأمريييكي ومن معه ،إلا أنهم يتحاشون الحديث عن هذه الحقيقة ، وإن حصل؛ فباستحياء كبير من قبل بعضهم !
وكل من تجرأ وقال / {المشكلة في السعودية والامارات } هو لايمتلك أي رؤية انقاذية ،ليس لليمن ،وإنما على الأقل لانقاذ نفسه ، أو انقاذ تلك المجاميع من أصحابه وأتباعه ممن يقف في صف تحالف الحرب على اليمن ، وحاله كالذي يتخبطه الشيطان من المس | تائه ،غارق حد النخاع كراهية وحقد وغل على المدافعين عن اليمن ( أرضه وشعبه ) | .
يتحدث هذا الصنف عن ضرورة الاصطفاف لتحرير اليمن ، لكنه في نفس الوقت يصطدم بقناعاته المنحطة ،فيذهب إلى أن التحرير لابد أن يشمل مناصريه – بالأمس – تحالف دعم شرعيتهم الوهمية ، ثم تحريرها أيضا من الأحرار على الأرض ،والذين سبقوه إلى خندق مقاومة العدووان بسنوات ، وكانوا على وعي كبير منذ أول وهلة للحرب العدوووانية .
هؤلاء : أنصاف الأحرار سَيئُون ،ساقطون كما غيرهم من اخوانهم في العمالة والخيانة ممن لايزال يراوح مكانه ، يريد هؤلاء ( المتسكعون في شوارع تركيا وقطر وغيرها ) أن يقدموا أنفسهم كوطنيين أحرار ،فيفتضحون عند أول نقطة اختبار ، كان الأمر يستدعي مع ( هذه النقطة ) التكفير عن خطيئتهم في تأييد الحرب على بلدهم ،ومد اليد للأحرار ، وليعمل الجميع على مقاومة العدو الخارجي ،وإن كان هناك من اشكالات داخلية ،فثمة عشرات الخيارات لتجاوزها ولن تكون القيادة في صنعاء إلا عند المستوى العالي من التقدير لكل من يعود لجادة الصواب ،والشواهد لاحصر لها .
كما أن سبع سنوات من العدوووان والحصار ،وما كشفته الأحداث من حقائق ،كفيلة بأن نتنازل كيمنيين لبعضنا البعض ، وكفيلة باقناع المغفلين اليوم والتائهين ،أن عدونا الحقيقي هو ذاك الغازي المحتل ،الذي هدفه ( نحن جميعا – هدفه أخبث بكثير مما قد يخطر في الأذهان ) فلماذا الاصرار على الخطأ ،والتعالي والكبرياء من موقع المنبطح بين أيديهم ،ثم الحديث عن الحرية والاستقلال ،دون تقديم أي خطوات عملية جريئة ومشرفة ؟! .!
هؤلاء باختصار : عليهم أن يدركوا هذه الحقيقة وهي /
أن التأريخ اليوم يكتب : أن تحرير اليمن والانتصار له ،وبناء دولته ،لن يكون إلا على يد الطاهرين ،الشرفاء والنبلاء ،من كل مكونات الشعب !.
يكتب أن العبيد وأذيال المستعمرين وأدواتهم ،وإن استيقظوا ،فيقظتهم كيقظة السكارى المدمنيين ،والتي لا تستغرق سوى بعضا من الوقت ، ثم يعودون لسكرتهم مرة أخرى ،وهكذا هم ،المرة تلو الأخرى !
وإن حصل شيئا من تأنيب الضمير في واقعهم ، فلايجدي مع حالة التعطش واللهف الشديد للخمرة مرة أخرى ، خاصة لو ترافق مع هذه الظاهرة ( الادمان ) التي هم عليها أعمالا اجرامية أخرى ،هم فيها غارقون أيضا ، فكيف يُرتجى منهم خيرا ؟!، إلا أن يهديهم الله ،وللهداية أسبابها وضريبتها ، وأقل من القليل من قد يُوفق .
والله المستعان ،ومنه نرجو حُسن الختام .