حماس والجهاد.. لقاءات مستمرة للتصدي لمحاولات التصفية
خالد صادق
مرحلة خطيرة تمر بها القضية الفلسطينية بعد أن أفصحت «إسرائيل» عن نواياها الخبيثة في القدس حيث التهجير القسري للمقدسيين, ومحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك, وتهويد المدينة وطمس كل معالمها العربية والإسلامية وتكثيف الاستيطان في الضفة والتنصل من القرارات الدولية, ومحاولة فرض ما تسمى بصفقة القرن على المنطقة العربية والشرق أوسطية وفرض الديانة الابراهيمية والتي تمس بعقيدة المسلمين وتحقق حلم «إسرائيل» في المنطقة, وامتدادا لهذا النهج الطغياني لأمريكا و «إسرائيل» تتواصل عمليات التطبيع العربي المشبوهة مع الكيان الصهيوني, والتهافت الرسمي لتشكيل تحالف تقوده «إسرائيل» ويهدف الى محاصرة مشروع المقاومة في المنطقة, والقضاء على محور المقاومة الذي تقوده ايران, وخلق أعداء جدداً بديلا عن العدو الاستراتيجي للأمة «إسرائيل» والتي يمثل وجودها في المنطقة استمرار حالة الضعف والهوان والتبعية لها ولأمريكا وللغرب, وتمريراً للمشاريع الاستعمارية لهذه الدول والتي تهدف الى السيطرة على خيرات البلاد والتحكم في سياستها وامنها واقتصادها ومصادرة خيراتها وثرواتها, وتدجين العقول وترويضها, واخماد حالة الثورة لدى المواطن العربي والمسلم, وإقناع الامة بالتعايش مع «إسرائيل» والاستفادة من تقدمها التكنولوجي, هذه الخديعة التي وقعت فيها اول ما وقعت دولة الامارات العربية المتحدة التي ألقت بنفسها في حضن «إسرائيل» وهي عمياء دون أن يرتجف لها جفن, وكأنها وجدت ضالتها لدى «إسرائيل».
امام هذا الواقع الخطير وهذا التهاوي الفاضح للامة, ومع اقتناع الرسميين العرب بأن القضية الفلسطينية باتت تشكل عبئاً ثقيلا على كاهلهم يجب الخلاص منه بأي شكل كان, تعددت اجتماعات قيادة حركة الجهاد الإسلامي بأشقائهم في حركة المقاومة الإسلامية حماس على المستوى الداخلي والخارجي, لتقييم الأوضاع وتدارسها, والحرص على عدم الاستسلام امام سياسة بعض الأنظمة التي تهدف لعزل القضية الفلسطينية عن محيطها العربي, وتشويه نضال الشعب الفلسطيني, وفض الايدي من نصرة القضية الفلسطينية سياسيا واقتصاديا وشعبيا, لأن حماس والجهاد الإسلامي يعتبران أن امتداد القضية الفلسطينية الطبيعي هو النصير العربي والإسلامي الذي هو جزء لا يتجزأ من حرب التحرير والاستقلال واستعادة الأرض والمقدسات, فكما قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة ان تحرير فلسطين واجب يقع على عاتق الامة, فالشعب الفلسطيني لن يستطيع وحده ان يحرر فلسطين, لان الصراع بيننا وبين «إسرائيل» هو صراع حضاري وهو صراع وجود وليس صراع حدود, والأمة العربية والإسلامية مطالبة بالدفاع عن نفسها وارضها ومقدساتها لان فلسطين ملك للامة كلها وليست ملكا للفلسطينيين وحدهم, وهى عنوان لعزة وكرامة وقوة هذه الامة, فحالة التكالب على فلسطين تقودها أمريكا, واداة تنفيذها هي «إسرائيل» والمجتمع الدولي يلعب دور «المحلل» وشاهد الزور على كل الجرائم التي ترتكبها أمريكا و”إسرائيل» لطمس القضية الفلسطينية وتحويلها لمجرد قضية إنسانية.
اللقاء الذي جمع الأمين العام للجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري، وعضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران اتفقا خلاله على تعزيز العلاقات الثنائية، ورفع مستوى التعاون والتنسيق في الداخل والخارج، وتجميع قوى المقاومة الفلسطينية على مشروع وطني يتبنى خيار المقاومة حتى التحرير، واستعرضا خلال اللقاء «مجمل الأوضاع الفلسطينية، وملفات الحالة الوطنية، وسبل تحقيق الوحدة على أساس مقاومة الاحتلال وحماية القدس والمقدسات والأسرى، وكسر حصار غزة». وبحثا أيضًا العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز العمل المشترك وتطويره بين الحركتين، وأكدا على تمسكهما بـ «خيار المقاومة سبيلا وحيدا لمواجهة الاحتلال وتحرير الأرض واستعادة الحقوق والمقدسات». وشددا على رفضهما مشاريع التسوية، والتفرد بالقرار الفلسطيني، وضرورة العودة إلى الشعب الفلسطيني، وإجراء انتخاب مجلس وطني فلسطيني كمدخل طبيعي لتوحيد الصف الفلسطيني. وأشادا بالجهود المصرية لإنهاء الانقسام وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، بحسب موقع «حماس», لقد أدركت حماس والجهاد الإسلامي أنهما في حالة مجابهة ومقاومة لمحاولات تهميش وحرف الأنظار عن القضية الفلسطينية، وان هذه أصبحت مهمة ضرورية لهما تتطلب تنسيق المواقف والجهود وتوحيد المواقف الوطنية والتمسك بالثوابت الفلسطينية، وتعزيز ومراكمة قوتهما العسكرية لمواجهة المخططات الصهيونية وحالة التغول التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين.
اللقاءات بين حماس والجهاد الإسلامي لا تكاد تتوقف، لان ما تتعرض له القضية الفلسطينية أكثر من تصفية، وهذا يتطلب التباحث والنقاش للحفاظ على مركزية القضية الفلسطينية، وتعزيز العمل المقاوم ضد الاحتلال دون سواه لأنه هو من يقف وراء كل الازمات التي يعاني منها شعبنا، ولا يمكن التفريط برصيدنا العربي والإسلامي.