آل سعود والوهابية من جديد ..! إلى أين ؟! وماهي مسؤولية الأمة ؟!
محمد أمين عزالدين الحميري
كاتب وداعية سلفي.
تحالف محمد بن سعود مع محمد بن عبد الوهاب عند تأسيس الدولة السعودية ، فكان الحكم في آل سعود ،والفتوى والشؤون الدينية في آل الشيخ ، وعلى هذا النحو سار الأمر في ذرية محمد بن عبد الوهاب آل الشيخ ولعقود ، وكانت السمة البارزة للوهابية خلال هذه العقود هو التطرف والتشدد وتطويع الدين بما يتناسب مع رغبات الأسرة الحاكمة ، وفي هذا الشأن أنشئ مايسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية ،وكانت مايسمى هيئة كبار العلماء في السعودية بمثابة المرجعية الدينية محل إجماع بين أتباع الوهابية في مختلف الدول العربية والاسلامية ، بل وعملوا على تقديمها كهيئة علمائية ذات مكانة وحجية لاتضاهيها أي جهة أو مؤسسة علمية أخرى ،إن لم يصل الأمر إلى التقديس والتعظيم عند الكثير من متطرفي السلفية الوهابية .
وكم تضررت الأمة من هذا النهج ، وكم أسيئ للدين من وراء هذا التوجه ،وكم كان له من آثار كارثية في واقع شعوب أمتنا ،سيما مع حالة الدعم المادي السخي الذي تحظى به الوهابية في تمرير أفكارها ،والتي في مجملها أفكارا تخديرية للمسلمين ،وتدجينها للتماشي مع المستبدين من حكامهم ، والتقليل من شأن العدو الحقيقي للأمة.
اليوم وبين عشية وضحاها / يأتي حفيد الحاكم الأول ابن سعود ( محمد بن سلمان ) لتجديد العلاقة بينه وبين حفيد ابن عبد الوهاب ،المرجعية الدينية فيكون الطابع الديني على عكس ما سار عليه أجداده آل الشيخ ، ومن معهم من رجال الدين ،ومخرجات هذا الاتفاق ،هو انشاء مايسمى هيئة الترفيه ،برئاسة ( تركي آل الشيخ – حفيد ابن عبد الوهاب ) ، ومظاهر هذا التوجه الديني هو مانشاهده اليوم من تمييع وشرعنة لكل ماكان محرما بالأمس ، مما فيه التدنيس للعفة والفضيلة ، وفي جانب خدمة العدو ،فهو الشرعنة العلنية الواضحة لسياسة بناء العلاقات الودية معهم ، والتماشي مع مشروع التطبيييع ، والاسهام في استهداف شعائر الأمة الدينية وفي مقدمتها الحج ،والعمرة ، بل وتدنيس اااليهود لأرض الحرمين ، والعمل على اكمال صفقة بيع فلسطين ،والتي تزعمها أجداد ابن سلمان ، في عملية بيع مشؤومة ، كان الطرف الثاني فيها هو بريطانيا ،محور الشر ،الذي يعتبر أحد موجهي السياسة السعودية بالشكل الذي ينسجم مع مصالحهم وتطلعاتهم إلى جانب أأمرييكا.
مايهمنا في هذا السياق هو /
ماهو دور علماء الأمة في كل البلاد الاسلامية والعالمية ، خاصة المنضووين تحت عباءة السلفية الوهابية ، ماهو موقف الهيئات العلمائية في هذه البلدان والتي ليس للسعودية يدا في تسييرها ؟ أم أن الأمر قد أصبح رهن اشارة أسرة آل سعود ،وبات الضخ المالي لهذه الهيئات أحد أهم المعوقات لاتخاذ المواقف المشرفة أمام عربدة نظام آل سعود وجرائمه التي يرتكبها في حق الأمة ، من استهداف ممنهج لها في مقدراتها وثرواتها ودماءها وأخلاقها و…؟!
إننا ومن منطلق المسؤولية الدينية أمام الله تعالى وواجباتنا الأخلاقية كمسلمين ، ندعو لخروج كل العلماء والدعاة والمثقفين – بكل توجهاتهم – عن صمتهم المطبق ازاء مايحصل من تحولات تدميرية خطيرة ، ندعو إلى ثورة فكرية ثقافية عملية تعمل على تنظيف تراثنا الفكري والاسلامي من كل الدسائس والأفكار التي صنعت في الأمة القابلية للهزيمة والانبطاح .
ندعو إلى الاتفاق على مرجعيات عليا للأمة على هيئة مجاميع فقهية وعلمائية ( أو ماناسب ) تعمل على تحديد ماهية مصادر التشريع الاسلامية الصحيحة والسليمة ، والاسهام في وضع مداميك الخطاب التنويري والتجديدي المنضبط ،الذي يؤسس لمراحل قادمة من الوعي الرشيد ،والمواقف المشرفة ،في جانب علاقتنا الداخلية كمسلمين ،وفي جانب علاقتنا مع أعداءنا الذين نص عليهم القرآن الكريم ،وصحيح سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، وتؤسس أيضا المرحلة من التوحد والتعايش بعيدا عن التشرذم والتصادم .
لايجوز بأي حال من الأحوال أن نصمت ، ونطأطئ الرؤوس ،في ظل بروز مشاريع تصحيحية تقاوم هذا الصلف ، وتعمل جاهدة على احباط كل مايحاك من مؤامرات بل لابد من التفاعل والحضور المناسب .
ونحن في اليمن /
ندعو كل الأخيار والحكماء والعقلاء في الساحة الدينية إلى المسارعة في تسجيل المواقف المحمودة ،في مسيرة مقاومة العدوان وتعزيز كل الجهود المبذوله في مسيرة التغيير نحو الأفضل ،في اطار مشروع ديني وطني جامع ، يجعل من القرآن الكريم الكتاب المعصوم ودستور الأمة الجامع مرتكزا له في التصحيح والبناء وتحقيق النهوض ،وليس بعد الحق إلا الضلال ، فليكن التعاون ،وكل من موقعه وبالطريقة التي يراها مناسبة .
المقالة ليست بالضرورة ان تعبر عن سياسية الموقع، وإنما وتعبر عن رأي الكاتب فقط