بالقرآن نرتقي وننتصر
بقلم : خالد صادق
الاحتفال الذي نظمته اللجنة الدعوية لحركة الجهاد الإسلامي تحت شعار بالقرآن نرتقي وننتصر والذي تم خلاله تكريم حفظة القران الكريم, وهذا له دلالات واضحة واولى هذه الدلالات تمثلت في شعار الاحتفال “بالقران نرتقي وننصر” وان السبيل لتحرير فلسطين يمر عبر التمسك بكتاب الله عز وجل, والتمسك بسنة النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه, والاقتداء به, فاهم عامل من عوامل النصر على الاحتلال الصهيوني وكل قوى الشر في العالم الالتزام بديننا الحنيف وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم, لذلك يجب ان نخلق جيل قرآني فريد يحمل لواء المواجهة مع الاحتلال متسلحا بعقيدته وايمانه الحتمي بالنصر والشهادة, وقد جاءت كلمت الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة لتصب في هذا الاتجاه, وتقوم السلوك والنهج داخل الحركة من خلال التوصية بالتمسك بمبادئ الشريعة الإسلامية, والحث على التراحم فيما بيننا, والادراك بان مشروعنا هو مشروع جهاد ومقاومة, وان جزاؤنا ليس في هذه الدنيا الفانية, بل يجب ان نعمل لأخرتنا, فأبناء الجهاد الإسلامي مشاريع شهادة, ويجب ان يكونوا قدوة في سلوكهم واخلاقهم والتعامل فيما بينهم, فلا تكبر, ولا احتفار, ولا بحث عن مكتسبات ذاتية, ولا التفات لسلطة وجاه طالما اننا نعيش في مرحلة تحرر, ولا زالت معركتنا قائمة مع الاحتلال الصهيوني الى ان يكتب لنا الله عز وجل النصر والتمكين, فهذا هو درب الجهاد الذي ارتضاه لنفسه وأسس له القادة العظام الذين ضحوا بأرواحهم من اجل دينهم وشعبهم وقضيتهم, فالكبار لا تلتفتون للصغائر.
الأمين العام القائد زياد النخالة -أبا طارق أوصى في بداية كلمته بالتمسك بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ليخاطب الجانب الروحي في نفوس أبناء الجهاد الإسلامي، وان هذا هو الطريق الاسلم الذي من خلاله تكسب الدنيا والاخرة بإذن الله عز وجل، ثم أوصى أبو طارق بالجهاد في سبيل الله، وانه يجب ان يكون مسلكا طبيعيا وحاضرا بشكل دائم امام أبناء الحركة، وأعاد عبارته الشهيرة اذهبوا الى القتال ضد الاحتلال الصهيوني كما تذهبون غلى الصلاة, وحدد السبيل الى الوصول الى الأهداف المرجوة بالاستمرار في التصدي للاحتلال ومواجهته ومشاغلته فقال ” إذا كنا جادين بإنهاء الحصار يجب أن نربط الاستقرار في المستوطنات بالاستقرار وإنهاء الحصار عن غزة وهذا على أقل تقدير”، مع إشارته إلى “ان إنهاء الحصار عن قطاع غزة ليس منة من أحد ولا مسألة تخضع للتفاوض والابتزاز السياسي”, وهذا تحريض واضح من الأمين العام لأبناء الحركة وتحديدا جناحها العسكري سرايا القدس, على الاستمرار في المواجهة, وهى رسالة واضحة الى فصائل المقاومة الفلسطينية ان اقصر الطرق للوصول الى الأهداف يتمثل في الاستمرار في مشاغلة الاحتلال ومراكمة القوة, وقد اعتبر القائد النخالة ان حصار غزة هو جريمة وحرب مفتوحة تشن على شعبنا على مدار الوقت وهذه الجريمة يجب أن تنتهي بلا مقابل ودون تعهدات أو تنازلات, فحصار غزة من المفترض ان يكون قد انتهى وفق شروط التهدئة التي مرت عبر الوسطاء لكن الاحتلال دائما ما يتنصل ما التزاماته ويلتف على شروط التهدئة.
القائد زياد النخالة أولى الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني اهتماما خاصا, وتعهد بان تبقى الحركة متمسكة بموقفها الفاضي بضرورة الافراج عن كل الاسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الصهيوني فقال “الإخوة المجاهدون في سجون الاحتلال تبقون دوما في ذاكرتنا وفي حديثنا اليومي هما متواصلا كتواصل عذاباتكم التي تدل على أن حربنا مع العدو لم تنته”. وتساءل النخالة: “كيف تنتهي الحرب ونحن لم ننتصر بعد هذا هو اليقين الذي يجب ألا يتزعزع كيف تتوقف الحرب وأنتم لم تحصلوا على حريتكم التي تعادل أراوحنا؟” وهذه التصريحات مثلت توجها واضحا للجهاد الإسلامي بمواصلة معركة تحرير الاسرى مع الاحتلال الصهيوني بكل الاشكال الممكنة, مضيفا واجبنا الأهم الذي على جدول أعمالنا الدائم هو تحريرهم من الأسر”, وفي إشارة تدل على الوفاء والصدق والإخلاص قال القائد أبو طارق ” في الذكرى السادسة والعشرين التي تحييها الحركة انه باستشهاد الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي: إنه الفارس الذي لو قدرت له الحياة لتغير وجه فلسطين, لان المؤسس الشهيد فتحي الشقاقي هو الذي وضع الأسس والمنطلقات والثوابت التي لا زالت الحركة متمسكة بها وبتفاصيلها بدقة, ولم تحد عنها يوما ما, وهذا هو المداد الذي تحيا عليه الحركة وتكبر وتنتشر بشكل واسع, فقد رد القائد النخالة الفضل لأهلة, وتعهد بالمضي على نفس الدرب الذي سار عليه الشهيد الشقاقي والشهيد الدكتور رمضان شلح رحمهما الله واسكنهما فسيح جناته, انه عهد الوفاء الذي ينم عن عقلية القائد الكبير.
ولأنه يدرك الدور العظيم للمرأة الفلسطينية الموصوفة بالعطاء اللامحدود، والتي تعطي وتبذل وتضحي بنفسها لأجل دينها وقضيتها، تحدث أبا طارق عن دور المرأة في حركة الجهاد الإسلامي وأهمية هذا الدور بما تمثله كأم وربة منزل وأخت وابنة وطالبة جامعية ومدرسة ومربية أجيال، ووجه وصية للمرأة الحرة قائلا: “أؤكد على ألا تغفلن عن واجباتكن فدور المرأة أكثر أهمية من دور الرجل في مجالات كثيرة ونحن نعول عليكن في حصانة المجتمع وحماية الأبناء”. واختتم كلمته بالقول أن التقوى والخوف من الله هو ميزان الالتزام وليس الموقع التنظيمي فكل مسؤول إن كان أخا أو أختا يخالف الالتزام بالإسلام قولا وعملا لا سلطة له على أحد.