إستياء سلفي واسع من تناقض مواقف علماء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .

تقرير المنهاج نت 

مرت سنوات وعقود من الزمن من عمر المملكة السعودية، حتى منتصف العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، وهيئة كبار العلماء بالمملكة، المعروفة باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تعزز قواعد الحكم في المملكة بغطاءٍ ديني، كـ مصدراً أول لتمرير أي قضية كانت تؤرق الحكم باستخدام الفتوى الدينية لبسط سطوة النفوذ وبما يتوافق مع الشريعة الإسلامية على حد زعمها، لكن هذا الحال تغيَّر رأساً على عقب خلال السنوات الخمس الماضية.

بعد أن كانت الهيئة وكبار علماءها يظهرون أنهم حريصون على الدين الإسلامي والمقدسات الإسلامية، وضد أي برنامج او مشاريع تتضمن الانفتاح والتفسخ الأخلاقي والانحلال، داخل المملكة، ناهيك عن دعمها للدعاة داخل المملكة وخارجها .. اليوم تراجعت عن دورها بهذا المجال الذي كان يهدف الى إقامة الدين والشريعة الإسلامية كما روجت له، بل صمت امام اول قرار اتخذه ولي العهد السعودي، بإعادة فتح امكان السينما، بالإضافة رحبت بقرار العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي يقضي بالسماح للمرأة بالقيادة السيارة، بعد أن كانت قد أشبعت الأمر بسلسلة من الفتاوى التي تؤكد تحريم سواقة المرأة أنذاك.

 كما أنها بررت اليوم قرارات السعودية المنافية لما أوجدت له هذه المؤسسة الدينية، وتعدَّى الأمر سلسلة من الفتاوى التي تتعلق بحياة الناس الخاصة والتي كانت في السابق من المحرمات في الجانب الاجتماعي الى دعم المواقف السياسية الاجتماعية المتحولة للرياض، بترويض المجتمع السعودي وأهمها مسألة الاختلاط التي ظلت عقوداً من الزمن محرمة وما يوضح حالة التشدد التي كان يعيشها المجتمع السعودية سابقاً هو تلك الفتاوى المجتمعية التي صدرت عن عضو هيئة كبار العلماء، المستشار في الديوان الملكي السعودي، الشيخ عبد الله المطلق، الذي أفتى بجواز الاختلاط العائلي بجلوس الإخوة مع زوجاتهم جميعاً، مشيراً إلى أنه لا بأس من الحديث والضحك “لكن من دون الخلوة”، ووجَّه انتقادات لاذعة لمن يتشدد في ذلك.

 أما اليوم حدث ولا حرج .. فقد تجاوز الامر ذلك؛ بالسماح للمرأة بالسواقة والخروج الشواطئ، ولم يتوقف عند هذا الحد بل سمح بإعادة فتح الملاهي الليلية والبارات ومحلات بيع الخمور والاختلاط العلني بين الرجال والنساء وخروج المرأة السعودية متبرجةً وسافرة، الى الأسواق او الشواطئ، بعد أن كانت تخرج بكامل حشمتها تحت مسميات الترفيه والرفاهية.

كل ذلك حاصل ويحصل في أوساط المجتمع السعودي، على مسمع ومراء من هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي باتت تجوز بفتاويها فتح الملاهي وصالة القمار والنوادي وتحضر أداء فريضة الحج التي يفترض أن تكون هي الشيء المتاح بدلاً عن السياحة الترفيهية وإغلاق مكبرات الصوت في أوقات الصلاة في المقابل أصوات الأغاني تملأ الاحياء التي بات الكثير من الشعب السعودي يضج ويعلن تذمره.

 تقول احدى النساء السعوديات مستنكرة ما يقام في المساءات السعودية أن ما يحدث في الشواطئ سواء بجدة او بغيرها.. بينما الكثير من علماء السعودية

وفي تقرير سابق قام به فريق المنهاج نت ذكر أن عدد الحاضرين لحفلة الفنانة اللبنانية نجوى كرم تجاوز عدد حجاج العام المنصرم.

كما أشارت تقارير عدة عن نشاط هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، الحريص على الالتزام الديني، مشيرةً الى مدى حرص موضحاً أن الهيئة كانت تحظر التجوال بالشوارع وتمنع عملية البيع والشراء في المحلات لأجل التوجه الى الجوامع لأداء الصلاة المفروضة.

وفي حوار مع احد العائدين من المملكة والذي فضل عدم ذكر اسمه، يقول لي، “كنا في السابق نخشى من مجيئ موعد الصلاة ونحن لم نخلص اعمالنا، السبب في ذلك أن هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت تفرض عقوبات على ذلك التباطء او لمجرد التكاسل”.. اما اليوم فواقع الحال قد اختلف فباتت لا تستطيع أن تأمر بمعروف او تنهي منكراً بل المتحكم الوحيد في الشارع السعودي، الهيئة العامة للترفيه.

وأشار المصدر الى فيديو تم تداوله مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي، يحوي وينم على كيف تم استخدام الفتاوي الدينية بالفتاوي لأجل أن تخدم السلطة والأمير ولا تخدم الدين في شيء، مظهراً فيه كيف يتم تطويع المسائل الفقهيه في الدين حسب رغبة الأمير محمد بن سلمان، وليس حسب وفق ما يرضى الله سبحانه وتعالى..

وفي ذات السياق رصد موقع المنهاج نت بعض مواقف المفتي العام للملكة الشيخ عبد العزيز ال الشيخ المتناقضة حول مساءلة الغناء وغيرها من المسائل التي كانت محرمة في السابق، اما الان فقد احلت وبات بوسع المواطن السعودي او الوافد الى السعودية ان يقوم بها بكل سهولة ويسر.

الجدير بالذكر أن هذه الهيئة منذ تأسيسها كانت لمجرد أن تخدم السلطة وتذلل الصعاب أمام امراء وحكام المملكة العربية السعودية وليس لخدمة الدين كما كانت تصور، وما يجري في السعودية من عبثٌ أخلاقي وديني هو من صنع النظام السعودي الذي استأثر واستحوذ على كل مقدرات الشعب المتواجد على تلك الجغرافيا التي سماها باسمه.