(الصحـــف المطهـــرة)

بقلم – الداعية طه محمد أبكر

اعــــوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
اعــوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شــر الوسواس الخنــاس الذي يوسوس في صــدور الناس من الجنة والناس
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين.
الحمد لله الذي خلق السمــاوات والارض وجعل الظلمـــات والنــور ثم الذين كفـــروا بربهم يعدلون
هو الذي بعث في الاميين رســولا منهم يتلــو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كـــانوا من قبل لفي ضلال مبين.
إن من صـــور عظمــــة القـــرآن أن الصحـــف التـــي تحتـــويه مطهـــرة وكمـــا يقـــول الله جل وعلا:(لَـمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْـمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ(1) رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً(2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ(3))
من سورة البينة
ويقـــول الله جل وعلا:( كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ(11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ(12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ(13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ(15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16)) من سورة عبس
فكما منح شهـــر رمضان الفضل بنزول القرآن فيه فكذلك منحــت الصحـــف التي تضمنت القـــرآن المجيد مجـــدا فهي صحف مكرمة مرفوعة مطهـــرة.
وكــذلك الــذين نذروا حيــاتهم وأقفـــوها لتنــاقله الينـــا والذين اوصل الله سبحـــانه وتعالى بهم الصحف المطهرة هم كذلك جعل الله لهم فضلاً ومنحهــم مقـــاماً جليلا فهــم السفـــرة الكـــرام البـــررة وهم الذين لم يخالفوا ما فيه من التوجيهات والارشادات.
فإذا كان حــامليه وناقليه كـــراما بررة فكيف بمن يصطفيـــه الله سبحـــانه وتعالى لتبيين ما أنزل الله سبحـــانه وتعــالى؟!!!
ونحـــن اليـــوم بحـــاجة الى الذي يبيــن ما أنزل الله سبحـــانه وتعــالى أشــد وأكثـــر من حـــاجتنـــا الى من ينقله الينـــا.
ومـن هنـــا نعلم شيء من مـقدار عظمـــة القرآن وعــظمة الشهـــر الذي أنزل فيـــه وعــظمــة الصحــف التي تضمنتـــه وقدر الذين يحملـــونه وقـــدر الذي يبينه.
فكيف بالقضــايا التـــي يطـــرقهـــا؟
وكــيف عظمـــة الذي أنزله؟
ونعلم قيمـــة ما يتضمن من القضــايا اذا علمنـــا عظمـــة الذي أنزله.
ولهــذا نحـــن بحـــاجة مـــاسة الى أن نكـــون من العلمـــاء بالله سبحـــانه وتعـــالى فإن العلم بالله سبحـــانه وتعـــالى هـــو الوسيـــلة للهــداية لأنه لا ايمــان الا بعــلم بالله سبحــانه وتعـــالى.
ونحن نــريد العلــماء بالله سبحــانه وتعــالى الــمتحققين بالعلم به لا الذين يحفظـــون ما قال الاباء والاجداد والســـادة والكبـــراء بل ما أوتوا من العلـــم من الـــواقع الذي يعيشـــون فيـــه ومن الايـــات التــي عــايشـــوها وامــا من يجـــادل في الله بغيـــر علم ولا هدﻯ ويتبع كل شيــطان مــريد فلسنـــا بحـــاجة اليـه وكذلك الذي يجـــادل في الله بغيـــر علم ولا هدى ولا كتـــاب منيــر.
بل الــذي تظهـــر عليـــه اثـــار ذلك العـــلم من الخــشية التـــي ترجمتهـــا الواقعيــــة تبليغ رسالات الله و يخشـــونه ولا يخشـــون الا الله فأولئك هـــم العلمـــاء بالله وآياته.
(وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا(106) قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْـمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا(107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَـمَفْعُولًا (108) وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ (109))
من سورة الإسراء
ربنـــا لا تزغ قلــوبنـــا بعـــد اذ هديتنـــا وهب لنـــا من لدنك رحمة انك أنت الــوهاب.
ربنـــا إنك جـــامع النـــاس ليـــوم لا ريب فيــــه ان الله لا يخلف الميعاد.

 

ليلة الجمعـــة 4 رمضان 1443هـ المــوافق 16 ابريل 2021م

مقالات ذات صلة