مصـــدر عظمـــة القـــرآن
الداعية السلفي – طه محــمد أبكــر
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطـــان الرجـــيم
رب أعـــوذ بك من همـــزات الشيـــاطين وأعـــوذ بك رب أن يحضـــرون
اعــوذ برب النــاس ملك النـــاس إله النـــاس من شـــر الوسواس الخنـــاس الذي يوسوس في صــدور النـــاس من الجنـــة والنــاس
الحمـــد رب العالمــين الرحمن الرحيم مــالك يوم الدين.
الحمـــد لله الذي خلق السمـــاوات والارض وجعـــل الظلمـــات والنـــور ثم الذين كفـــروا بربهم يعــدلون.
هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلــو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتـــاب والحكمـــة وإن كـــانوا من قبــل لفــي ضلالاً مبين.
لا يتنــبه الكثــير من النـــاس وربمـــا يجــهل ذلك الكثــير وكمـا يقول الولي الحميد:( إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ(243))
من سورة البقرة
وكمــا يقـــول الله جل وعلا:( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَـمُونَ(187))
من سورة الأعراف
وكمــا يقـــول الله جل وعلا:( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ(17))
من سورة هود
فالكثــير من النـــاس بسبب فقدان العلم وفقدان الشكر وفقدان الايمان يغفلـــون عن مصـــدر عظمـــة القــرآن ولنـــا أن نقف مع مصدر هذه العظمـــة وليقف كل انــسان مع نفســـه في هــذا الشهـــر ليجيب بشــكل واسع وعمــيق عن هذا السؤال ما مصدر عظمـــة القـــرآن؟!!!
وللإجـــابة عن هذا الســؤال من قول الله جــل وعلا:( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(82)) من سورة النساء
فإن في هذه الكلمـــة من كلمـــات الله جل وعلا بيـــان عن مصــدر عظمة القرآن والتي هي صـــادرة من مصــدره فإن القـــرآن الصحــف المكرمة المرفوعة المطهـــرة من عنـــد الله سبحــــانه وتعــــالى.
فهـــل نحن نعــي ونفهــم ما معنـــى القـــرآن من عنــد الله سبحــانه وتعــالى؟
وهـــل نحـــن نعــي ونفهـــم ما معنـــى كلام الله سبحـــانه وتعالــى؟
وهــل نحن نعي ونفهــم ما معنــى قــول الله جــل وعلا؟
فإذا كنـــا لا نعلم فلنتعلم وان كنـــا لا نفهــم فعلينا أن نتفهـــم أنه من عــند رب العالمـــين رب السمــاوات ورب الارض رب العرش العظيم من عنــد بديع السمـــاوات والارض فاطـــر السمـــاوات والارض.
هــذا القـــرآن من عنـــد من له ملك السمـــاوات والارض من عنــد الرحمـــن الرحــيم مالك يوم الدين الواحــد القهـــار الحــق المبين.
واذا كنـــا من الذين آمنـــوا بالله العــظيم فسنعــلم أننا مقصـــورون كل التقصيـــر واننا في غــاية التفــريط في الاهتمـــام بالقـــرآن العظيم.
وسنعــلم أنه يجــب علينـــا ان نقبـــل عليـــه نتــدبره ونتعلم منه ونعقل مما فيه ونتفهم كلمــات الله سبحــانه وتعــالى.
واذا أقبلــنا عليـــه سنجـــد:
1- الهــداية
2- والبينـــات
3- والفـــرقان
فهــذا الشهـــر فرصـــة منـــاسبـــة جــدا لنقبـــل على كلمــاته وحــروفه ومصطلحــاته والاسمــاء التــي فيه ونداءته وقصصه والكتب القيمة التــي فيـــه وما فيه من الآيات والذكـــر الحكــيم ومــا فيه من العلــوم والمعـــارف ومــا فيه من الاســـرار العظيمــــة والكنـــوز الخفيــــة التـــي يحـــرم الله سبحــانه وتعـــالى المعـــرضين عن الــوصــول اليه وفهمـــها وتعقلها والــوصـــول اليـــه وفي الحـــروف المقطعــــة مثـــالا واضحـــا جليـــا مع انهـــا سهلة ميســـرة لكل من أقبـــل على الله وتوجه اليه.
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِـمُونَ(43))
من سورة العنكبوت
رب اغفـــر وارحم وانت خيــر الراحمين سبحــان ربي رب العزة عما يصفــون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.
ليلة الخميــس 3 من رمضــان 1442هـ المــوافق 15 ابريل 2021م