عطوان يكتب عن الهجوم الامريكي في العراق
الضّربات الصاروخيّة للسّفارة والقواعد الأمريكيّة في العِراق والانتِقام في الأراضي السوريّة.. هذه هي مُعادلة بايدن الجديدة.. لماذا ستكون النّتائج عكسيّة لهذا العُدوان الأمريكي؟ وهل ستَرُد “كتائب حزب الله” انتِقامًا لضحاياها وسَريعًا وأين؟
عبد الباري عطوان
بعد بضعة أيّام من غاراتٍ صاروخيّة إسرائيليّة على أهدافٍ عسكريّة في ريف دِمشق الجنوبي، ها هي الطّائرات الأمريكيّة من طِراز “إف 15” تَشُن فجر اليوم الجمعة عُدوانًا قالت وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) إنّه استهدف “قواعد” لكتائب حزب الله العِراقيّة رَدًّا على هجمات صاروخيّة على السّفارة الأمريكيّة في بغداد، وأخرى على قواعدٍ عسكريّة أمريكيّة في مطار أربيل وشِمال العِراق.
“كتائب حزب الله” عِراقيّة، ومن أبرز مُنظّمات الحشد الشعبي، ولا تُخفِي تحالفها مع إيران، فلماذا لا تَرُد الولايات المتحدة عليها وهجماتها داخِل الأراضي العِراقيّة، أو حتّى داخِل الأراضي الإيرانيّة؟
الإجابة على هذا السّؤال سَهلةٌ جدًّا وتتلخّص في أنّ الرئيس جو بايدن الذي أقرّ هذا الهُجوم لا يُريد إحراج حُكومة السيّد الكاظمي العِراقيّة “الحليفة” أوّلًا، ويُحاول عدم استِفزاز إيران التي تنتظر ردّها على دعوةٍ أمريكيّة للحِوار حول برنامجها النووي على أحرّ من الجمر ثانيًا، ومُحاولة تجنّب أيّ ردّ انتقامي على السّفارة والقواعد الأمريكيّة في شِمال وغرب العِراق، سواءً من إيران، أو من حزب الله العِراق ثالثًا.
الرئيس بايدن لم يَكُن من أبرز الدّاعمين لاحتِلال العِراق فقط، وإنّما من المُحرّضين على تفتيته على أُسس عِرقيّة وطائفيّة إلى عدّة دُول باعتباره “إسبارطة الشّرق” الذي يُشَكِّل التّهديد الأخطر للمشروع الصّهيوني، وكان من أكبر المُروّجين لنظريّة برنار لويس في هذا المِضمار.
القواعد والقوّات الأمريكيّة المُتواجدة على الأراضي العِراقيّة “غير شرعيّة”، وطالب البرلمان العِراقي المُنتخب بخُروجها في أسرعِ وَقتٍ مُمكن في تصويتٍ دُستوريٍّ قانونيٍّ في كانون الثاني (يناير) الماضي، وأيّ هُجوم صاروخي يَستَهدِفها يُعتَبر تطبيقًا حرفيًّا لهذا القرار من وجهة نظر المُؤيّدين له، وهُم الأغلبيّة في العِراق.