مصادر سياسية تكشف عن محاولات نتنياهو لإقناع الملك المغرب لزيارة الكيان
المنهاج نت – كشفت مصادر سياسيّة رفيعة المستوى في تل أبيب النقاب عن أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، يعمل وبوتيرةٍ عاليةٍ على “تجنيد” العاهل المغربيّ، الملك محمد السادس، ليكون بمثابة ورقةٍ انتخابيّةٍ تُساعد حزب (ليكود) في الانتخابات الإسرائيليّة المُقرر إجراؤها في الـ23 من شهر آذار (مارس) المُقبِل.
وطبقًا للمصادر التي تحدثت بأسماءٍ مجهولةٍ لموقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ فإنّ نتنياهو والعديد من مستشاريه يعملون على إقناع الملك المغربيّ بضرورة زيارة إسرائيل رسميًا قبل الانتخابات، أيْ في غضون الأسابيع القليلة القادمة، الأمر الذي من شأنه أنْ يرفع من احتمالات فوز نتنياهو في الانتخابات، علمًا أنّ قوّته الانتخابيّة في تصاعدٍ مستمّرٍ، إذْ أنّ الاستطلاع الأخير للرأي العام أظهر أنّه لو جرت الانتخابات اليوم لحصل نتنياهو وحزبه على 32 مقعدًا في الكنيست من أصل 120 مقعدًا.
وشدّدّ الموقع في سياق تقريره على أنّ الموظفين الكبار في ديوان نتنياهو ومجلس الأمن القومي التابع له، يُمارسون الضغوطات من أجل إتمام الزيارة في أقرب وقتٍ ممكنٍ، وذلك بُعيْد رفع الإغلاق المفروض على مطار بن غوريون، في الفاتح من شباط (فبراير) المقبل، والجدير بالذكر أنّ إغلاق المطار جاء بقرارٍ حكوميٍّ بهدف الحدّ من “استيراد” جائحة كورونا على مختلف تحوراتها.
علاوة على ذُكِر أعلاه، لفتت المصادر في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى أنّ نتنياهو عاقد العزم على إنجاح زيارة العاهل المغربي، حيثُ يعتبرها ورقة على درجةٍ كبيرةٍ من الأهمية، وبالتالي يمكن الاستفادة منها في حملته الانتخابية، وعليه أضافت المصادر، فإنّ نتنياهو يعمل على إقناع الناخبين بأنّه السياسيّ الأوّل في تاريخ دولة الاحتلال، الذي استطاع أنْ يُقنِع العاهل المغربيّ بزيارة إسرائيل، إذْ أنّ زيارةً من هذا القبيل لم تجرِ منذ إقامة إسرائيل في العام 1948، وبالتالي فإنّ إخراجها إلى حيّز التنفيذ يُعتبر نصرًا سياسيًا لنتنياهو، الذي توصّل إلى إعادة التطبيع مع المغرب قبل عدّة أشهر.
أمّا الهدف الأساس من الزيارة، وفق تصوّر نتنياهو، فيكمن في أنّ هناك مئات الآلاف ممّن يُطلَق عليهم (اليهود المغاربة)، والذين تمّ استجلابهم إلى فلسطين بفضل جهود الحركة الصهيونيّة، كما أنّ السواد الأعظم منهم، وعلى الرغم من كونهم في أسفل الطبقات الضعيفة اجتماعيًا وسياسيًا، فإنّهم يصوتون لصالح الأحزاب الإسرائيليّة اليمينيّة والدينيّة المُتطرّفة، وبناءً على ذلك، فإنّ زيارة الملك، الذي يحظى باحترامٍ شديدٍ من قبلهم، سيُعزز فرص نتنياهو للحصول على أكبر عددٍ من المصوتين من “الأصول المغربيّة”، على حدّ قول المصادر المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيليّ.
ومع ذلك، أشار الموقع إلى أنّ فرص قيام الملك بزيارةٍ المغربيّ إلى إسرائيل غير مرتفعةٍ، ذلك لأنّه بحسب المصادر الرفيعة في تل أبيب، فإنّ العاهل محمد السادس على علمٍ بأنّ نتنياهو قد يستثمر زيارته إلى تل أبيب في معركته الانتخابيّة، ولذا من المرجح أنْ ينأى بنفسه عن التدّخل في الانتخابات الإسرائيليّة، لكونها شأنًا داخليًا.
المصادر اختتمت حديثها للموقع العبريّ بالقول إنّ الاتصالات بين الطرفيْن ما زالت جاريةً، وذلك بأمرٍ من نتنياهو ومن مجلس الأمن القوميّ التابِع له، ولكنّ المصادر شدّدّت على أنّ المساعي قد لا تنجَح، وعلى نحوٍ خاصٍّ قبل الانتخابات العامّة في إسرائيل، كما أكّدت.
يُشار إلى أنّ تقارير صحافيّة إسرائيليّة كانت قد أكّدت مؤخرًا أنّ العاهِل المغربي يشترِط القيام بالزيارة لإسرائيل بسماح الأخيرة له بالالتقاء في رام الله مع رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، ولكن في هذه الحالة، فإنّ نتنياهو إذا وافق على الشرط المغربيّ سيخسر المصوتّين اليمينيين، وبالتالي فإنّه يعمل على إقناع الملك المغربيّ بضرورة التنازل عن لقاء عبّاس والاكتفاء بزيارة القدس فقط.
في السياق عينه، قال مُراسِل الشؤون السياسيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) وموقع (YNET) إنّ وزير المخابرات الإسرائيليّ، إيلي كوهين قام أمس بأوّل زيارةٍ لوزيرٍ إسرائيليٍّ إلى السودان، حيث ترأس وفدًا مكونًا من مسؤولين في وزارته وفي مجلس الأمن القوميّ، وخلال الزيارة، أضاف المُراسِل إيتمار آيخنر، اجتمع أعضاء الوفد الإسرائيليّ إلى رئيس مجلس السيادة السودانيّ عبد الفتّاح البرهان، ومع وزير الدفاع ياسين إبراهيم، بالإضافة إلى عددٍ من كبار المسؤولين في الدولة العربيّة التي طبعّت علاقاتها قبل عدّة أشهرٍ مع إسرائيل.