المجاملة مع الله !!
المنهاج نت –
بقلم / طه أبكر _ داعيةسلفي
كثيرا من الناس حينما يتكلم وحينما يقول يرد كل نعمة وكل حسنة وكل فضل إلى الله جل وعلا ، ويتحدث بحديثٍ طويل عن أن الله جل وعلا هو المنعم العظيم والمتفضل الكريم ، والقول عظيم والاعتقاد جميل ، ولكن بقي الدليل الذي يثبت صحة تلك الأقاويل ولا بينة ولا برهان أوضح من حسن الأعمال الموافقة لحسن الظن وجميل القول. وأما إن خالفت الأعمال الأقوال فذلك حجة على الإنسان لا حجة له ، فإن المواعظ الحسنة بحاجة إلى الأعمال النبيلة ، والخطب الرنانة لا بد لها من واقع يكون فيه البرهان ، فإن العمل في الميدان يوازي البلاغة في البيان ، ولا خير في كلام لا واقع له ، ولا في علم لا عمل معه ،ولا في بلاغة لا برهان لها ولا حجة ، ولافي قول لا يلتزم قائله بالسير عليه والتحرك وفقه……
فلا حاجة للمجاملة مع الله إن لم تكن أقوالا وأعمالا صادقة ومواقف وتحركات مشرفة……
والمصيبة كل المصيبة أن يكون شكر الله والتحدث بنعم الله وكأن العبد يجامل ربه فهو يشكر لا على ما معه من الخير ، وما تحقق له من الرغبات والغايات والنعم ،وإنما يشكر يريد المزيد ويطمع بالكثير ،فمن كانت تلك صفاته وذلك حاله عيناه فيما ليس معه وقلبه متعلق فيما ليس له ولسانه يشكر ما وصل إليه فذلك #مجامل وتلك هي #المجاملة_مع_الله
وهذه مصيبة والطريق السوية والصراط المستقيم أن يتيقن القلب ويتحقق العبد بأن كل نعمة وكل خير وكل فضل إنما هو من الله جل وعلا ، وكل نعمة ينعم الله جل وعلا بها على العبد فإنها مقرونة بالبلاء والامتحان والاختبار ” ليسأل الصادقين عن صدقهم……”
فإن الشكر مرتبط بالأعمال لا بالأقوال ،بالمواقف لا بالمواعظ .
بالأفعال لا بالألفاظ ، وهذه ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .