مساعي حثيثة لدولة السعودية لجر الادارة الامريكية الجديدة إلى مستنقع الحرب في اليمن
تقرير – المنهاج نت –
ما تزال دولة السعودية قائدة التحالف المدعوم أمريكياً استغلال ما تبقى لترامب من فترة رئاسية، من اجل توريط الجيش الأمريكي أكثر في مستنقع اليمن مع كشف الإدارة الجديدة رؤيتها للتدخل السعودي في اليمن ومستقبله، فهل تنجح في مساعيها
حرصت الادارة الامريكية المنتهية خلال الفترة الأخيرة ، على تكثيف تواجد جيشها عند السواحل الشرقية والجنوبية لليمن، سواء عبر ارسال غواصات إلى بحر العرب وخليج عدن أو اسنادها بحاملات الطائرات وصولا إلى استدعاء الجيش الإسرائيلي بضوء سعودي وبغطاء من المدعو هادي نظرا للقاءات التي يعقدها المسؤولين الأمريكيين في السعودية بمسؤولي ما يعرف بحكومة هادي وآخرهم كان اللقاء الذي جمع قائد البحرية في القوات الامريكية بقائد قوات خفر السواحل التابع للسعودية ، في حكومة المدعو هادي بالتزامن مع تمركز غواصات إسرائيلية وامريكية قبالة السواحل اليمنية.
هذه الخطوات والتحركات الامريكية والاسرائيلية الخطيرة ليست ضد ايران كما تدعي الولايات المتحدة وتحاول تصويرها، فاليمن أبعد نقطة على خارطة المنطقة العربية من حدود إيران المحاطة أصلا بقواعد عسكرية أمريكية في دول خليجية وإسلامية أخرى، لكنها بكل تأكيد تهدف لإعادة التموضع في المنطقة وبما يعزز الوجود الأمريكي عند السواحل اليمنية لحماية مصالح تحالف الحرب السعودي – الإماراتي، لم تعد خفية مع بدئها عملية “احتلال” محافظات وجزر يمنية بعينها، وهي أيضا محاولة سعودية لوضع الإدارة الامريكية الجديدة بقيادة جو بايدان والديمقراطيين المعروفين بنزعتهم للحلول الدبلوماسية أكثر من الحرب أمام واقع جديد في اليمن، فالسعودية تعرف بان القوى اليمنية في صنعاء، والتي بدأت طرق ملف المحافظات الشرقية والجنوبية، لن تقبل بوجود امريكي او غيره على تراب الوطن وقد أعلن وزير الدفاع في حكومة الإنقاذ ترتيبات لمعركة التحرير الشامل وهو بذلك يقصد كافة الأراضي بما فيها الجزر في الشرق والغرب وذلك يعني مهاجمة الاساطيل الغربية في السواحل اليمنية وهو ما قد يضع المنطقة على حافة حرب واسعة النطاق.
لو كانت الولايات المتحدة تحاول استهداف ايران ما كانت سحب قواتها من أفغانستان المحاذية لإيران ولا قلصت قواتها في الصومال لتعزز انتشارها في المهرة وسقطرى إلى جانب حضرموت وشبوة وصولا إلى مأرب حيث تضغط باسم القاعدة لإبقاء شركاتها النفطية المحتكرة لإنتاج وتسويق النفط اليمني، لكن وجودها في هذه المنطقة الاستراتيجية من الجزيرة العربية ذات ابعاد دولية وإقليمية، والأهم الآن هو أن السعودية التي تقود الحرب منذ 6 سنوات تحاول التدثر بالجيش الأمريكي لإبقاء الحرب والحصار على اليمن أطول فترة ممكنة في الوقت الذي تحاول فيه تضليل المجتمع الدولي بـ”السلام” الذي تعطل حتى أبسط أبجدياته، وحتى لا تصطدم بتوجهات الإدارة الجديدة تحاول قدر الإمكان وضع القوات الامريكية في الواجهة خصوصا بعد الكشف عن استراتيجية وزير الدفاع الجديد في إدارة بايدن لويد اوستن والذي عارض خلال قيادته القوات الامريكية في العراق التدخل السعودي في اليمن وكان بصدد دفع الرئيس الأمريكي حينها باراك أوباما لإصدار بيان إدانة، وفق ما نشرته فورين بوليسي الامريكية، وترى إدارته بان “الحوثيين” أهم من التحالف السعودي – الاماراتي في محاربة الإرهاب وتحديدا القاعدة وهو ما يعني تغير استراتيجي في خطط الحرب على اليمن، لكن أوستن الذي رأى فشل السعودية في اليمن منذ اللحظات الأولى لإطلاق صفارة الحرب على هذا البلد قد يجد نفسه عالقا بين وجود القوات الامريكية على التراب اليمني ورويته التي قد تنطلق من استراتيجية الديمقراطيين الذين عرضوا في وقت سابق ما عرفت برؤية “جون كيري” للحل في اليمن، إضافة إلى نظرة السعودية لهذا التيار كداعم لإيران