عدن على صفيح ساخن
المنهاج نت – مازالت حدت التوترات بين الخصوم الاصدقاء أتباع تحالف الحرب السعودي الاماراتي المدعوم امريكياً، في تصاعد مستمر، حتى باتت الحياة اليومية ساحة صراع قاتل يقتل كل يوم مواطن، فقد صعد المجلس الانتقالي التابع لدولة الحرب الامارات، اليوم، من حملته العسكرية ضد خصومه في محافظتي عدن و سقطرى باعتقالات جديدة طالت قيادات رفيعة في مكونات جنوبية هذه المرة.
ومع ذلك فكلما زادت الاعتقالات تتوسع معها رقعة الانتقادات لانخراطه مع ما يعرف في حكومة مشتركة مع هادي وسط مخاوف المجلس من أن يوفر تشكيل الحكومة مناخا لخصومه بالتحرك وتجريده من ملف الجنوب لاسيما في ظل التصدع من الداخل.
في عدن أصدر مؤتمر شعب الجنوب الذي يقوده أحد أهم أركان الحراك الجنوبي، محمد علي احمد، بيان اتهم فيه قوات الانتقالي باعتقال نائب رئيس فرعه في دار سعد، محمد حامد، مشيرا إلى اقتحام فصائل الانتقالي لمدرسة السلام التي يعمل فيها حامد وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.
وحامد يضاف إلى قائمة جديدة من المختطفين من قبل الانتقالي وصلت إلى 37 شخصا معظمهم ناشطين وسياسيين ، وفق ما ذكرته رابطة أمهات المختطفين.
ولم تقتصر الاعتقالات على عدن والحراك ، ابرز معاقل الانتقالي، بل طالت أيضا قيادات في الائتلاف الوطني الجنوبي الذي يقوده نائب مدير مكتب هادي للشؤون الاقتصادية احمد العيسي..
وقالت مصادر محلية في جزيرة سقطرى أن قوات الانتقالي اقتحمت كلية التربية في حديبو واقتادت احمد سالم صالح رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية في الائتلاف الوطني الجنوبي.
وكان رئيس تيار الحراك الجنوبي فؤاد راشد، اتهم قبل يومين الانتقالي بالوقوف وراء محاولة اغتياله في عدن قبل بضعة أسابيع مشيرا خلال مهرجان أقامه الحراك في حضرموت إلى تلقيه بلاغ من قيادات لم يسميها بأن وجوده في عدن غير مرغوب فيه قبل أن يتعرض لملاحقة من قبل مسلحين حاولوا اغتياله.
وقال راشد إن الحراك لا يزال في حالة ضبط النفس متوعدا بالتصعيد حتى يتم الكشف عن الجناة.
ودعا راشد إلى سرعة تشكيل تيار جنوبي مستقل لإنقاذ القضية الجنوبية التي تم “ بيعها ” حد قوله في إشارة إلى بيعة الانتقالي اداة الامارات والمدعوهادي للسعودية .
وتشير هذه التطورات إلى أن المحافظات الجنوبية ، الواقعة لسيطرة تحالف الحرب السعودي، في طريقها الى انفجار عنيف من جولات العنف بفعل الصراع بين الادوات على تمثيل الجنوب وقد لا تشمل الجولة الجديدة اطراف بعينها بل قد تنشب داخل الانتقالي نفسه في ظل الانقسام الذي بات يعاني منه بعد اخراج السعودية اهم قياداته من المشهد مقابل دعم أخرى بأبعاد تغذي الصراعات المناطقية داخل الانتقالي.
كما برزت خلال الأيام الماضية أصوات من داخل الانتقالي التابع للإمارات تنتقد هرولته إلى ما يعرف بالحكومة الجديدة .. وابرز تلك الدعوات صادرة عن نجل الرئيس الجنوبي السابق هاني علي سالم البيض والذي وصف ارتماء الانتقالي في حكومة هادي كـ”الفار من عش الدبابير إلى وكر الثعابين” مقلل من أهمية تشكيل الحكومة ومحذرا من تداعيات انخراط الانتقالي في الحكومة الجديدة على القضية الجنوبية كون نتائجها ستكون ضربة قوية للقضية الجنوبية وبضمانات دولية وإقليمية.